- ماذا يعني الأدب التفاعلي، وما هو الفرق بينه و بين الأدب الورقي؟
الأدب أو النص التفاعلي هو النص الذي يمكن للقارئ أن يساهم فيه إلى جانب الكاتب على عكس الأدب الورقي الذي يعتبر فيه الكاتب هو صاحب النص فقط الأدب التفاعلي يستخدم التكنولوجيا الحديثة لتقديم نصوص بإضافة الصوت والصورة حيث تعد هذه الوسائط جزء من البناء إضافة إلى الجانب اللغوي الذي يختلف عن نظيره في الأدب الورقي حيث تعتبر اللغة في الأدب التفاعلي جزء من برامج معينة يفهمها الكمبيوتر فضلا عن كون النص الورقي هو نص مكتمل بمجرد أن يضع كاتبه نقطة النهاية لكن النص التفاعلي نص مفتوح يشارك فيه القارئ والمتلقي.
- ألا يطرح هذا إشكالية الملكية الفكرية في الأدب التفاعلي؟
نعم هذه واحدة من الإشكاليات التي يطرحها النادب التفاعلي أو الرقمي لأن النص ليس ملك صاحبه مادام يساهم فيه المتلقي وهذا يقودنا لطرح إشكالية أكبر، وهي حقوق الملكية والعائدات المادية هل تكون ملك صاحب نواة النص لوحده أم يتقاسمها مع من يشاركه هذا النص؟.
- مشاركة أكثر من كاتب في نص واحد ألا يطرح أيضا مسألة إبداعية هذا الأدب ومستوى جمالياته؟
من أهم المسائل الإشكالية التي تصادف اليوم الأدب التفاعلي مستوى هذا الأدب، لكن علينا أن نميز بين فلسفة التعامل مع كل نص أو نوع من الإبداع. الأدب التفاعلي جاء بفلسفة جديدة في البناء والإنتاج. الأدب الورقي يقوم على الأبعاد الثلاث بينما يتم إضافة البعد الرابع للأدب الرقمي، وهو البعد الزمني، لأننا عندما ندمج الصورة و الفيديو تصبح عناصر تضيف بعدا للنص الرقمي. التفاعل الرقمي أنتج بلاغة جديدة بعيدة عن بلاغة النصوص القديمة الورقية وهذا ما يحتم علينا اليوم إيجاد نقد جديد بتعاطي بطريقة مختلفة عن النقد الذي يتعامل مع النص الورقي، النص التفاعلي ينتج جماليات تختلف عن النص الورقي، فاليوم نلاحظ أن النصوص الرقمية تفتقد إلى الجماليات التي اعتدناها في النصوص الورقية، جيل اليوم لا يتذوق الشعر القديم مثلا ذو اللغة الصعبة لكنه يتفاعل مع قصيدة الومضة.
نحن اليوم نعيش مرحلة تجمع بين جيل الكتاب الورقيين وجيل جديد من الكتاب التفاعليين لذا نحن مدعوين من الآن إلى حجز مقعدنا في الفضاء الرقمي والبحث عن تأثيث نظري لهذه التجارب لأنه سيصبح في السنوات القليلة المقبلة واقعا مفروضا لا محالة.
- لكن الأدب الرقمي رغم الانتقادات التي تطاله يوفر الجماهيرية لكتابه؟
أكيد وهي واحد من ايجابيات هذا النوع من الإبداع الجديد الذي يمنح صاحبه قوة الانتشار وسرعته وليس مستبعدا حسب ما تشير إليه الدراسات أن يهيمن الإبداع الرقمي على الساحة في غضون سنة 2050 لكن لديه أيضا جانب سلبي وهو ضمان البقاء والدوام لأن الخبراء اليوم يطرحون جملة من الإشكاليات التي يتعلق بها بقاء هذا الإبداع منها ماذا لو اختفت مثلا الطاقة من العالم و ماذا لو انقطع الانترنيت؟ أكيد حينها لن يبقى لهذا النوع من الإبداع أي وجود.
- هل يمكن اليوم الحديث عن وجود أدب رقمي في الجزائر؟
في الجزائر ما نزال في البدايات أو المراحل التأسيسية وهذا لا علاقة له بالقدرات الإبداعية للجزائريين لأننا نملك طاقات هائلة لكن يتعلق الأمر بسرعة التدفق وتكاليف كراء النطاق والمساحات وهي أمور تحتاج أن ندعم فيها أصحاب المنصات التعليمية التي تشتغل في هذا المجال.