أشادت الرّوائيّة “ميساء باي” بنجاح الرّواية الجزائريّة في مواكبة التّحدّيات العالميّة التي تواجهها الشّعوب، من حيث تسليط الضّوء على القضايا الاجتماعيّة المختلفة، من فقر وجوع ومعاناة وتبعيّة واحتلال، مع إبراز جهود تطوير المعارف التّقنيّة والتكنولوجيّة.
واعتبرت أنّ مسايرة الكاتب الجزائريّ لما يحدث في محيطه الدّاخليّ والخارجيّ، ينطلق من حسّه ووعيه الإنسانيّ، حيث ترتبط كلّ القضايا ببعضها، وتتجسّد من خلال عيّنات لحالات محدّدة، تتشابه في الكثير من المناطق والأقطار.
كما أنّ القلم يبقى أداة للتّعبير عن رغبات الشّعوب ويعكس مطالبها، من خلال ترسيخ روح التّضامن، مثل تعميق الرّابطة الإفريقيّة العربيّة في دعم ومساندة القضايا التّحرّريّة كالصّراع العربيّ الإسرائيليّ وما يحدث للشّعب الفلسطينيّ ذي الحقّ في الأرض، والمضطهد من طرف المحتلّ الغاصب.
وافتخرت الرّوائيّة ميساء باي”، بالتفاف الرّوائيّين الجزائريّين الذين يكتبون باللّغتين العربيّة والفرنسيّة حول تطلّعات الشّعوب في الحرّيّة والعدالة، وتمكّنهم من التّأثير في الأدب العالميّ، لما تزخر به الجزائر من بعد حضاريّ وتاريخيّ وعقائديّ لدى الشّعوب العربيّة والإفريقيّة والإسلاميّة بصفة خاصّة.
إضافة إلى تزايد مستوى القاريء الجزائريّ واهتماماته بما يجري حوله، وهو ما يحتّم على النّخب الثّقافيّة أن تراعي هذه الوتيرة المتصاعدة، وتكيّفها مع التّطوّر في شتّى المجالات، والسّعي لتبليغ الرّسالة الإنسانيّة الواردة في القرآن الكريم ” اقرأ “.
وفي سياق ذي صلة، أرجعت سبب تغيّبها عن الكتابة إلى معاناتها فترة انتشار فيروس كوفيد 19، مع بقائها وفيّة وملتزمة في التّواصل مع قرّائها بواسطة وسائط التّواصل الاجتماعيّ، وحضور طبعات الصّالون الدّوليّ للكتاب، و تكثيف رحلاتها ومشاركتها الأدبيّة خارج الوطن، مشيرة إلى أنّ آخر رواية كتبتها كانت سنة 2018، عنوانها ” لا صوت آخر”، تروي قصّة امرأة انغلقت على ذاتها، بعد خروجها من السّجن الذي قضت فيه مدّة طويلة، بسبب اقترافها جريمة قتل، حيث تعود إلى الأوضاع التي عايشتها والدّوافع التي أدّت بها إلى ذاك الفعل، مع إثارة نظرة المجتمع السّلبيّة لهذه المرأة خرّيجة السّجن.
عبد الحكيم جبنون