أكّد الراوي الشعبي المالي ابراهيما سومانو أنّ أغلبية الأفارقة فخورون بما قدّمه أجدادهم للتراث الإنساني خاصة ما يتعلّق بـ”قول الحكماء”، كما تشكل الحكاية الشعبية رافدا أساسيا من روافد التراث الشفهي إلى جانب أشكال أخرى من السرد والطقوس، مشيرا إلى أنّ الحشمة والحياء قيم افريقية بامتياز.

وبعد أن أوضح أنّ الرواة الشعبيين لا يمكن نسيانهم، أوضح منشط الندوة الافتتاحية للفضاء الافريقي، بصالون الجزائر الدولي للكتاب، اليوم الخميس 26 أكتوبر، أنّ هؤلاء الرواة هم حماة القيم في المجتمعات الافريقية، فالقيم والأدوار هي نفسها، ولابدّ من تشجيع الندية الإيجابية ومحاربة السلبية منها، ليشير إلى أنّ الرواة يقومون بمهمة اجتماعية كلّفوا بها.

وواصل الراوي الشعبي بالقول إنّ المشافهة هي وسيلة الاتصال الرئيسة في الحضارة الإفريقية القديمة، وكانت الأخبار، والأساطير، والأشعار تنتقل من قبيلة إلى أخرى، ومن جيل إلى جيل عن طريق الرواية الشفوية، وأضاف أنّ الراوي شخص مميّز بمكانة مرموقة في قبيلته، لامتلاكه قدرة بلاغية خاصة، وتمتعه بقوّة الذاكرة، وتبادل الأمثال والأشعار، والحكايات بين روّادها. مؤكّدا “نضحك الشعوب لكن نجعل الحكّام يفكّرون”.

تلعب القصص والحكايات دورًا مهمًا في الثقافة الإفريقية حيث تعبّر عن المواقف الإنسانية الأساسية والقيم الحاضرة في تلك الثقافة. فهي تحتفظ بتراث الأجداد والتقاليد، وتحتوي على القيم الأخلاقية والاجتماعية الجوهرية والحكمة العميقة. كما أنها تساعد على نشر المعرفة وتقديم دروس حياة بشكل مشوق وممتع، وتمثّل أيضا وسيلة للتعليم والترفيه للأطفال والشباب ويمكن القول إنّ الحكايات والقصص هي جزء لا يتجزأ من الثقافة الإفريقية ولا غنى عنها.

Pin It on Pinterest

Shares
Share This