جرت ندوة حول الحضور الثقافي الإفريقي في الخطاب السردي، يوم الخميس 26 أكتوبر 2023، بقاعة الطاسيلي في قصر المعارض الصنوبر البحري، لحساب الدورة الـ26 للصالون الدولي للكتاب، أدراها الروائي الجزائري صديق حاج أحمد الزيواني، وشارك فيها عدد من الأساتذة والباحثين، خاضوا في موضوع اللقاء.
في المستهل، تحدث الأستاذ محمد مرغيث عن تجربة الجامعة الإفريقية في أدرار، وقال إنها ساهمت كثيرا على في دعم الرواية والسرد بكل أشكاله، في تمديد بعده الإفريقي، وضرب مثال الروائيين صديق حاج الزيواني وعبد الله كروم في هذا الشأن.
وأكد المتحدث أن إفريقيا حاضرة في كتاباتهم، والتي مست العديد من المواضيع، على غرار الهجرة السرية للأفارقة نحو أوروبا، مشيرا إلى أن البيئة الاجتماعية للكاتبين صنعت قوالب التفكير وانعكست على مؤلفاتهم.
أما الدكتور عمار قندوزي وهو أستاذ في الأدب الإفريقي الناطق بالإنجليزية بجامعة تيزي وزو، فقد أكد، في مداخلته التي عنونها بـ”التوجهات الجديدة في الأدب الإفريقي”، أن الموضوعات التي يطرحها الأدب الإفريقي غالبا ما ترتبط بالهوية، ويجد ذلك عند أدباء المهجر المقيمين خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، الذين غالبا ما يطرحون سؤال الهوية الثقافية بالنسبة لهم، لاسيما بعد انعتاقهم من المستعمر الأوروبي.
ثم أشار إلى تحول العولمة والحداثة، رغم أن منشأها أوروبي، إلى إفريقيا، وظهر كُتاب أفارقة يكتبون اليوم في الخيال العلمي، إنهم يتخيلون مستقبل قاراتهم من خلال إبداعاتهم في كتابة القصة أو الرواية.
وأكد المتحدث أن الأدب الإفريقي سياسي بامتياز، وهو يروي قصصا اجتماعية، واختزل فكرته قائلا إن الأدب الإفريقي ينظر إلى المستقبل ولم يتخط الماضي الاستعماري الذي حطم هويتهم.
من جهتها، أكدت الأستاذة منى عبد الله بشريف من جامعة الجزائر 2 أن تردد على موضوعين هامين وهما العنصرية وسرد الأسطورة الإفريقية، للرد على المستعمر.
وأشارت المتحدثة إلى أن الأدب الإفريقي يعرف حاضرا مضطربا، وعليه أن يأخذ رؤية جديدة تتميز بالكتابة بخصائص إفريقية غير متأثرة بالغرب، والسعي إلى العودة للكتابة باللغة المحلية، وتابعت، في هذا الوقت ستكتب إفريقيا مستقبلها.
أما ياسين محمد بلقندوز الأستاذ في معهد الترجمة بجامعة الجزائر 2، فقد تطرق في مداخلته “إفريقيا في السينما العالمية” إلى أهمية الفن السابع في تغيير الأفكار، من خلال النموذج الذي أتى به، وهو فيلم “الفهد الأسود” الذي أنتج في 2018، إذ يُقدم الرجل الأسود لأول مرة في سينما كشخص جيد، بل بطل خارق، فكل الأفلام السابقة من هذا النوع كانوا أبطالها بيض.
وقال المتحدث أن احتفاء الفيلم بالرجل الأسود سينمائيا هي إعادة في صورة إفريقيا قاطبة، كما يشير إلى أن الرجل السيء قد يكون ذو بشرة بيضاء، والذي لم تجده الأساطير الإفريقية.