جمعت ندوة أدبية نظمت، الجمعة، بـ”الفضاء الإفريقي”، ضمن فعاليات صالون الجزائر الدولي للكتاب، في نسخته الـ2 الجارية بقصر المعارض (الصنوبر البحري)، عدد من الكتّاب والروائيين الأفارقة، الذين تحدثوا عن تجاربهم في الكتابة وعن حضور المدينة في نصوصهم الروائية.

 وحضر الندوة التي ناقشت “المدن في العمل الأدبي” كل من الروائية الكاميرونية كاليكست بيالا، عبد القادر جمعي، روائي جزائري، جان سليستين إدنجي روائي من الكاميرون، أوكيديران أولاوالي روائي من نيجيريا، وبن عودة لبداعي منشطا.

وقال الروائي النيجري سيليستين في مداخلته  حول “الشباب الإفريقي والمدينة: انتقالات” إنّ نحو 400 مليون من شباب القارة الإفريقية أعمارهم لم تتجاوز 15سنة، وهذا الرقم يتطور في عام 2050، لكن هؤلاء الشباب يعشون أحلاما، سواء الموجودون في الريف أو المدينة.”

 وأضاف: “شباب الريف مرتبطون ومتمسكون بالعادات والتقاليد وطقوسهم الاجتماعية، وتراثهم وثقافتهم، لكن هؤلاء الشباب يحلمون بالانتقال إلى المدينة من أجل ظروف أفضل دراسة، تعليم، صحة، تسلية، رياضة.. إلخ.”

 وتابع سيسليستين قوله: “بالنسبة لهؤلاء المدينة فضاء يسمح لهم بممارسة ما يحبون، سيحققون من ورائها حياة أفضل، لكن الواقع يقول العكس، هناك شرخ وهوّة، الإمكانيات قليلة وبالتالي لا يمكنهم تحقيق ما يريدونه.”

 واعتبر أنّ “شباب القرى حالتهم أسوء لا خدمات، لا صحة جيّدة، لا عمل جيد، وتساءل لماذا يهاجر الشباب الإفريقي؟ وليس بالضرورة الهجرة إلى الدول الغربية، فقد تكون هذه الهجرة من الريف إلى المدينة، ومن دولة إفريقية إلى دولة إفريقية أخرى.

ووفقه المتحدث “أحلام الشاب الإفريقي مختلفة تماما عن الواقع، ما يحلمون به غير موجود على أرض الواقع، وما هو موجود من الإمكانيات قد يكون محدودا أو مرمما أو قديما.”

من جهته، الروائي الجزائري عبد القادر جمعي، تحدث عن وهران في رواياته، وقال جمعي: “المدينة مادية، لديها تاريخ ولديها قصص، فيها تنفس، وككاتب ولدت في وهران وجدتني أكتب عنها في أعمالي، المدينة إطار أدبي يجب أن أكتب عنه لأنّ وهران تسكنني.”

وأضاف جمعي: “المدينة شخصية كاملة، لكن كيف تستثمر في الكتابة عنها، أرى ذلك يتحقق في الكتابة عن الذكريات والطفولة والغوص في الذاكرة، ذاكرة جيل، ذاكرة أولاد..”

وتابع قوله:” وهران كانت مدينة بملامح أوروبية، ولكن ولدنا في أحياء كبرنا وترعرعنا فيها بكل ما تحمله من إيجابيات وسلبيات.”

ووفقه “على الكاتب أن يعرف كيف يصوّر المدينة التي يكتب عنها، مع عدم تجاهل ذكرياته فيها سواء ذكريات الطفولة، وغيرها، من التفاصيل الصغيرة التي قد تشكل ذاكرة مكان ومدينة.”

ولم يخف المتحدث أنّه “لا يكتب عن مدينة (وهران) مثالية، ولكن يروي تفاصيلها بكل ما تحمله من هموم ومشاكل وقضايا اجتماعية.

 وأشار إلى أنّ الكتاب عليه البحث عن الشيء الذي يريد الكتابة عنه، معتبرا أنّ المدينة جسد حيّ، ولا بد من إيجاد زوايا طرح ومعالجة مختلفة، سواء الذكريات العائلية، الطفولة، والتي تشكل دوافعا للكتابة عن المدينة.”

من جهته، الروائية بيالا كاليكست عادت إلى “المدينة في أعمالها” عبر الحي الذي ولدت وترعرعت فيه بدوالا الكاميرونية، وقالت: “معظم رواياتي تجري في حيّ واحد بدوالا، لأنّ الحيّ حيّ، يه يمكننا التفكير وبه نتكلم وبه نفكر، الحي الذي ولدت وكبرت فيه يمنحني الإلهام والكلمات.”

 وأضافت كاليكست: “حيّنا فقير جدا، ليس حيّ للأغنياء، بل للبسطاء من الشعب، حيّ عاش حروبا ونزاعات، أزمات، صراع،.. وغيرها،  هو قصديري عشوائي، فيه رجال، ألوان، لا يوجد نهر، لا جبال ولا بحر، هو حي خاص واستثنائي، يروي قصة المقاومة الكاميرونية.”

واستطردت كاليكست قائلة: “هذا الحي يضم جنسيات مختلفة، اعتبره شخصية في حدّ ذاته، هو أدب وفلسفة، نموذج للعيش المشترك، والجيرة ، يروي قصص الحب،.. هو أنا.”

أمّا الروائي النيجري  أوكجيران أولا والي، فعاد إلى التراث والثقافة في إفريقيا، وقال ضيف “سيلا26”: “سعيد بوجودي في الجزائر للمرة الأولى،استمتعت حقا، شوارع جميلة وهناك تشابه مع بلدي نيجريا. وانطلاقا من هذه الكلمات يمكنني القول إنّ هناك عناصر مشتركة بإمكانها أن تشكل الوحدة الإفريقية”.

واعتبر أّنّ “الهدف هو اعتماد كل هذا التنوع الثقافي، اللغوي، لكتابة قصص إفريقية، فالأفارقة يكتبون بلغات متعددة العربية، الفرنسية، السواحلية، الانجليزية، وأخرى، وهنا وجب طرح سؤال بأي لغة يجب أن نكتب، وبأي لغة يجب أن نكتب؟

وشدد في معرض حديثه أنّ ” ما يكتب من كتب ومؤلفات أدبية وغيرها، مهم للقارة الإفريقية، فقط نحتاج إلى التكنولوجيا، السوشل ميديا، النشر الرقمي.. من أجل تعميم المؤلفات الإفريقية ونشرها في العالم.”

Pin It on Pinterest

Shares
Share This