“المدينة في أعمال محمد ديب” لقاء أدبي، تمت مناقشته، مساء الجمعة، في جناح “الفضاء الإفريقي” ضمن ندوات صالون الجزائر الدولي للكتاب في طبعته الـ26 التي تستمر إلى الـ4 نوفمبر الداخل، من قبل صبيحة بن منصور أستاذة جامعية، وحسين علام روائي وأستاذ بجامعة مستغانم.
وقالت الأكاديمية صبيحة بن منصور إنّ “المكان في أعمال محمد ديب منطلق لصورة نملكها، عن المكان والتجديد وأماكن الكتابة ولتلمسان أماكنها التي تحددها.”
وأضافت بن منصور أنّ “المدينة في أعمال محمد ديب ثابتة، حاضرة، وواصلت حضورها من خلال ما يحكيه الراحل عن المحيط، الثقافة الشعبية، والعادات.. وغيرها.”
ووفقها “هذه العلاقة حول ما كتبه ديب عن المدينة تلمسان يجب مساءلتها بكلمات سر، رموز، وتحيل إلى معاني كثيرة الرجل، الكتابة عنها، المدينة، مدينة تسكنه ويسكنها.”
وأشارت المتحدثة إلى أنّ “ديب حكى عن وجه مدينته، حميمياتها، لأنّ المدينة عنده هي الفضاء الذي يخلق الإبداع ويحمل ذاكرة جماعية بناء على وقائع حقيقية، فضلا عن فضائها العصري الفنّي.”
ولفتت إلى أنّ “الراحل قدّم رؤية إنسانية للعالم، تحدث فيها عن معاناة، ظلم، عنف، (إبّان الاستعمار) وتناولها برمزية كبيرة، غير أنه انطلق من الواقع.”
بدوره، الروائي حسين علام قال عن “الفضاء في الصورة الخيالية في روايات محمد ديب” إنّه “تتجلى أشكال كثيرة لأعمال إنسانية، فهناك فرق بين الأمكنة والفضاءات.”
وأضاف علام:”المكان تجربة ثقافية وهو في الأصل فيزيقي، نحسه ونشعر به ونعيشه ونراه، وأوّل مكان هو الجسد، جسد الإنسان، المحيط، المدينة، القرية، وبالتالي فالمكان يحيل إلى جوانب معينة يسار، يمين، علوي، سفلي، واسع.. “
ووفقه: ” المدينة عند محمد ديب، هي تعتبر شهادة، ذكريات، أراد من خلالها أن يروي شاعريته مع المدينة تلمسان، لأنّ الفضاء تراجيدي، سفر وجون أيضا”.
وبحسب المتحدث “بعد 1962 تحوّل المكان في أعمال ديب إلى مكان للمتاهة، متاهة الأبطال لمحمد ديب التي بدأها في ثلاثية “الشمال”، وهناك مدن خيالية ابتكرها ديب لتقديم معطيات أخرى مثل الفضاءات الفانتاستيكية”.