انطلقت اليوم فعاليات الندوة الأفريقية الموسومة ” بالمشترك الصوفي الجزائري الأفريقي : قوة ناعمة من أجل مستقبل إفريقيا ” بقصر الثقافة مفدي زكرياء تحت اشراف وزيرة الثقافة و الفنون الدكتورة صورية مولوجي و بمشاركة العديد من الباحثين الدكاترة و المشايخ من الجزائر و بلدان افريقية ، الندوة تدخل ضمن فعاليات الأنشطة الثقافية لصالون الجزائر الدولي للكتاب و بتوجيه من محافظ الصالون السيد محمد إيقرب الذي تقدم بهذه الكلمة الإفتتاحية للندوة.
باسم الله الرحمان الرحيم
السّيدة وزيرة الثّقافة والفُنون، السّادة الوزراء وإطارات الدّولة، ضيوف الجزائر، أساتذتنا ومشايخنا، الحضور الكريم، الإِخْوةُ الاعلاميّون السّلام عليكم ورحمة الله.
إنّ سِيلا فَضاءٌ حضاريٌ لنَشْر الثّقافة والقِيم الانسانيّةِ، سِيلا مع الزّمنِصارت الضّيافةُ الجزائريةُ باسْم الكِتابِ من خِلالِهَا نستقبلُ الأدباءَ والمبدعِين والمثقّفِين، ونَمُدُّ الجُسورَ مع ثقافاتِ الشّعوبِ والدّفاعِ عن القِيمِ الانسانيّة، وظلّت سيلا في الجزائر طِوالَ السّنينَ الماضيَةِإشْعَاعاً معْرفيّاً وجمالياً وليس فقط ذات طَابَعٍ تجاري، هكذا بقي الكتابُ الورَقي يجمعُنَا ويُؤَلِّف بين أرواحِنا ويَدفُع بعقولِنا نحوَ التّفكيرِ والنّقدِ والتّجديدِوتعايش وتدعم بالكتاب الرّقمِي وتطوّر الذّكاء الاصْطِناعي، وهذه الطّبعةُ 26 كانت إفريقيا هي رُوحُهَا، إفريقيا الحضارةُ والقِيمُ، إفريقيا التّحرّر والأمَلُ، إفريقيا الضّيافةُ والبَساطةُ، واخترْنا شِعار (إفريقيا تكتُبُ المستقبلَ) للدّلاَلَةِ على الذين ينتظرونَ من إفريقيا أن تخلِّصَهُمْ من أخلاقِ الأنانيّةِ والكراهيّةِ والطّمعِ والاستغلالِ.
أيّها السَّادة الكرام،
إنّ السّيد رئيس الجمهورية عبدالمجيد تبّون يُولي اهتمَاماً بَالغاً في برنامَجِه لإفريقيا، فهي القلبُ النّابضُ في العَالَم، وهي المستقبلُ في الاقتصاد والطاقات المتجدّدةُ، ولأنّ من التّقاليدِ الدّبلوماسية الجزائرية الدَّفْعُ بالعلاقات الإفريقيةِ نحو آفاقٍ جديدةٍ والمساهمة في استقرارِ إفريقيا وأمنِها وانسجامِها الاجتماعي، ومن هنا فإنّ الانتماءَ الواحدِ المشتركِ إلى التّصوف ودور الزّوايا في تعليم القرآنِ والإصلاحِ بين النّاسِ، يشكّل ذلك طريقاً روحيّاً وقوّة رمزيّة للاتحاد والتّضامن بين الأفارقة من أجْل مصالحِ شعوبِهم ومستقبلِ بلدانِهم.
أيها الحضور الكرام
كانت ومازالت الجزائر بلدَ الصُّلحَاءِ والمقَاوِمِين والشّهداءِ مِعطاءْةٌ ومباركةٌ بشيوخها وعلمائِها، عواصِمُها وحواضِرهاالتّاريخيةٍ انْتقلَ منْها المتصوفةُ والعلماءُ نحو إفريقيا لنشر الإسلامِ والوسطيةِ وقِيمِ التّحررِ من العُبوديّة والاستغلالِ والاستعمارِ، منذ تلاميذ بومدين الغوث الإشبيلي التلمساني، وعبدالرحمن الثّعالبي وعبدالكريم المغيلي إلى الشيخ أحمد التيجاني و امحمد بن عبدالرحمان (الرحمانية) محمد بن علي السّنوسي (السّنوسيّة)، مناراتٌ للعلمِ والصّلاحِ والولايةِ، تفجّرت منهم أعينٌ فكانَ عليها الزِّحَامُ من مُريدين وتَلاميذ صَاروا مَراجِع في إفريقيا وأصْحَاب طريقةٍ تُنتَسبُ في تسْمياتِهَا المخْتَلِفة إلى القادرية والقادرية الكنتية والتيجانية والسنوسيّة، وهو ما سَيُفصِّل فيه المختصّون في هذه النّدوة.
أيها المشايخ والعلماء مرحباً بكم في بلدِكم، ونسْعَدُ بوجودِكم ونشكُركُم على مساهمَتِكم العلميّة معنا في هذه النّدوة، وبِكُم وبِآرائِكُم وبما تحمِلُونَه من انتماء مذهبي وصوفي مُتسامِحٍ ومُعْتدلٍ نُشكِّل القُوّة الرّمزيّة التي تكون دبلوماسيّة رُوحيّة تُرافِق الدّبلوماسيّةَالرّسميّةَ في تَسويَةِ أوضاعِنَا وتَطوُّرِ العلاقات السّياسيّة والاقتصادية، كما أنها قوّة رُوحيّة تَدفَعُ نحو تطويرِ السّياحَةِ الدّينية في بُلدَانِنا،
في الأخير اسمحوا لي أن اشكر باسمكم وباسم المحافظة الذين تكرّموا برعايَة للصالون الدولي للكتاب 26 وبرنامجه الثقافي والأدبي والعلمي الثّري وهم:
موبيليس، اتصالات الجزائر، بريد الجزائر، ديوان حقوق المؤلف، أداكس تكنولوجي، مؤسسة التلفزيون الجزائري، الإذاعة الوطنية، سافكاكس (قصر المعارض)، البنك الوطني الجزائري ((BNA، البنك الخارجي الجزائري (BEA)، مؤسسة تكنو، المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، توزرا، مؤسسة النقل الحضري.
والسلام عليكم ورحمة الله