رفض النّاقد السّوداني مجذوب العيدروس تدخّل الجهات الرّسميّة في تأسيس المؤسّسة النّـقديّة العربيّة، لما لها من تجارب القصور والبطء في الاستجابة لمختلف المستجدّات الثّقافيّة والمعرفيّة.كما أنّها مبنيّة على الجمود والتّقليد والكوابح الكثيرة، وعليها أن تفتح المجال أمام النّاقدين من مختلف المدارس لتنظيم أنفسهم على أسس علميّة دقيقة.
وأشار إلى أنّه إذا توفّر للمؤسّسات الأكاديميّة، الذّهن المنفتح على التّيّارات الجديدة والمعرفة الحديثة، و إذا خرجت من الجمود الأكاديميّ الذي يكبّلها، تستطيع أن تقدّم خدمة كبيرة للكاتب والقارئ في الوطن العربيّ.
وبخصوص النّقد الرّقميّ، أوضح أنّنا مازلنا نتلمّس الطّريق، ولا نستطيع أن نرفضه، لأنّه ربّما أو غالبا سينحاز له المستقبل، وذلك ردّا على الآراء المتوجّسة من الفكرة من أساسها وشكل ذلك النّقد وأدواته وإشكالات تطبيقه.
إلى ذلك، اعتبر العيدروس أنّه لا فرق بين الإبداع والنّقد، فهما جناحا حركة الثّقافة، والكثير من الأدباء، وقف إلى جانبهم نقّاد يستشرفون المستقبل، فكلّ موجة فكريّة أو إبداعيّة، تفرز من داخلها حركة نقديّة تنبّه إلى نواحي الوصول وترشد الكتّاب، وخاصّة الشّباب.