- حدّثنا عن علاقتك بالجزائر
علاقتي بالجزائر متجذّرة وغنيّة يالذّكريات الجميلة، فقد عشتُ فيها أربع سنوات من 1979 إلى 1983، واشتغلت أستاذا في قسم البيوكيمياء بالمركزين الجامعيّين لولايتي باتنة وتيارت، في مرحلة تقلّد الرئيس الشاذلي بن جديد رئاسة الجمهورية بعد وفاة الراحل هواري بومدين.
كانت الجزائر بمثابة مكّة الجامعة للأفارقة، وحلم كلّ واحد للعيش والعمل فيها بكل أريحيّة، ومحجّ زعماء الحركات التّحرّريّة والمعارضين، حيث النّقاش السّياسيّ البنّاء والهادف، والصّوت المسموع للعالم. وتجدر الإشارة أنّني نشرت ثلاث روايات في الجزائر، ولديّ جمهور واسع من القرّاء.
- ماهو الدّور الذي ينبغي للكاتب الإفريقيّ أن يلعبه لمواجهة مختلف التّحدّيات التي تواجهها القارّة؟
للكاتب الإفريقيّ دور هامّ في التّأثير على أصحاب القرار وتوجيههم، والمساهمة في رسم معالم المستقبل وإبداء الرّأي وزيادة الوعي لمواجهة التّحدّيات وأطماع القوى الاستعماريّة، والفقر والحروب الأهليّة، وغيرها. ورغم الافتقار للكثير من مقوّمات وظروف الكتابة في العديد من الدّول الإفريقيّة، إلّا أنّنا ملزمون بتقديم نقد بنّاء لأوضاعنا، والتّمسّك بحقّ الحلم وزرع الأمل بين الأجيال القادمة.
- كيف تقيّم مستوى الكتابة عند الأجيال الإفريقيّة الحالية؟
التّواصل بين الكتّاب الأفارقة جدّ مهمّ ومفيد، لتفادي وجود هوّة فكريّة بين الأجيال، أتحدّث مع الكثير من الشّبّان الكتّاب واقرأ لهم، ونتبادل الآراء فيما بيننا لما فيه خير ومصلحة القارّة. هم محظوظون لوجود فضاءات متعدّدة أكثر حرّيّة ممّا عايشناه سابقا مع بعض الحكّام المستبدّين، وأقلّ تضييقا على إبداعاتهم، ما يتيح لهم الانفتاح على التّعدّديّة الثّقافيّة في إفريقيا وتصديرها لدول العالم الغربيّ، والكثير منهم جيّدون ويملكون مستويات جيّدة وحسّا ووعيا عاليين.