نشط الشاعر والروائي الفلسطيني نصر الله إبراهيم، ندوة، تمحورت حول “الرواية والقضية الفلسطينية”، بقاعة الأطلس يوم 28 أكتوبر 2023، تحدث خلالها على العديد من المحاور المتعلقة بهذا العنوان، كما م يفوت الفرصة، لتحية موقف الجزائر الصامد صمود الشعب الفلسطيني، الذي عاش ليلية قاسية على حد تعبيره، وأعمال شيطانية ليس من الاحتلال الصهيوني فحسب، بل حتى من طرف القوى الداعمة لهذا الكيان الظالم.
وفي حديثه عن أعماله التي خصها للقضية الفلسطينية، فقد عرج على أيام دراسته وهو والذي يعتبر من بين الذين عاشوا النكبة الأولى بكل تفاصيلها من جوع وظلم وافق مغلق، والمرض والخيم، و كان يجلس على الأرض، من أجل الدراسة على يد أستاذ يحمل الكتاب الوحيد في المدرسة، ومنه بدأ حلم الكتابة سواء في القصيدة وعديد دواوينه والقصيدة الملحمية القصيرة جدا ومشروع ” الملهاة الفلسطينية”.
أما عن بداياته في الكتابة، فقد كانت البداية في الطور الإعدادي بقصيدة رثاء أستاذه “ربيع” الذي استشهد في بيته بعد قصف من الكيان الهمجي، لتأتي مرحلة سفره إلى السعودية، والذي اعتبرها مرحلة قاسية جدا، بعد انتشار مرض الملاريا وقد كان يرى الطلاب يموتون حوله، لكنها كانت تجربة ناجحة، بحيث سمحت له الفرصة قراءة العديد من الكتب، وبعد عامين وضع الخطوط العريضة رواية” براري الحمى”، التي أحدثت ضجة كبيرة بعد نشرها، معتبر أنها جنونا حداثيا يمزج بين العبث بالتقليدي كمصدرين للخلفية الثقافية.
كما عرج في حديثه عن مشروعه ” الملهاة الفلسطينية”، التي تتكون عدة روايات، كل رواية لها استقلالها الخاص، عالج فيها تحديثات كثيرة، خاصة وأن الكتابة في القضية الفلسطينية بقي مؤجلا دائما انطلاقا من مبدأ دعها تنضج، غير أنه وبعد الانتفاضة الثانية، أدرك أنه لا شيء يؤجل إذا كنا حقا نؤمن بهذه القضية على حد تعبيره.
كما تحدث خلال هذه الندوة، عن الكتاب العرب الذين كتبوا في القضية الفلسطينية بطريقة جميلة جدا، واعتبر الأمر ينطلق من باب القرب الوجداني والمعايشة لهذه القضية، لكن في المقابل، لماذا لم يكتب الكثير من الكتاب والروائين العرب المعروفين في هذه القضية؟ لكن رغم هذا لا يمكن لنا أن نرغم أحدا على الكتابة في القضية الفلسطينية على حد قوله.
معتبرا كذلك، أن الشعر والرواية تبادلا الخبرة في كتاباته، وأن القصيدة أو الرواية تبقى ظالمة حينما تكتب عن الإنسان وهو أكبر منهما، وأن الكتابة تأتي للمدح وفي صف البشر وليس ضده.