تحدثت مجموعة من الروائيات في ندوة “المرأة في الآداب الإفريقية الناطقة بالفرنسية والإنجليزية: صمود ورُقي”، عن أهمية الأدب في منح الصوت للنساء وإبراز التحديات التي تواجههن، يوم السبت 28 أكتوبر 2023، في الفضاء الإفريقي، بالجناح المركزي لقصر المعارض الصنوبر البحري، لحساب تواصل النشاط الثقافي المبرمج من لدن الصالون الدولي للكتاب الـ26.

وأثرت الندوة كل من الروائيات، المالية فاتوماتا كيتا، الكاميرونية کاليكس بيالا، والجزائرية مايسة باي، وإلى جانبهم الروائي الجزائري محمد ساري، ومشاركة الأكاديمية المتخصصة في الأدب الإفريقي سارة قويدر رابح، وأدارت اللقاء صبيحة بن منصور.

في البدء، شددت فاتوماتا كيتا، الروائية المالية، على أن كلمات النساء التي تعبّر عن المآسي هي في الواقع عبارة عن أصوات للإنسانية ببساطة. إنها تكشف عن المشكلات التي تمس الإنسانية بأسرها، سواء كانت هذه الكلمات من نساء أم من رجال، وتابعت تقول “من المهم، اليوم، فهم أننا جميعًا ملتزمون بنفس العملية برفض البقاء صامتين أمام المآسي الإنسانية المعاصرة، مثل الحروب. فالرجال والنساء يشتركون في هذا العالم، ولدينا جميعًا واجب التعبير عن آرائنا وعدم الصمت”.

بدورها، أكدت كاليكس بيالا، الروائية الكاميرونية، أن كتابتنا لا تعتمد على جنسنا، وإنما تعتمد على مشاعرنا وتجاربنا الشخصية، وتابعت تقول إنه غالبًا ما تدور مواضيعنا المفضلة حول وضع النساء، لأننا، بصفتنا نساء، نستكشف ألم وواقع المجتمع، بما في ذلك المواضيع الحساسة مثل الاغتصاب والزواج القسري. ومع ذلك، ما يميز كتابتنا هو أننا ننغمس في كلماتنا، ننسى في كثير من الأحيان هويتنا ككتّاب. إن هذا الانغماس هو ما يمنح كتابتنا كل قوتها”.

بالنسبة للروائية الجزائرية مايسة باي، قالت إنه “في اللحظة التي نجلس فيها أمام الورقة البيضاء، نبدأ بالكتابة لأن هناك شيئًا في داخلنا يرغب في التعبير. عندما نكتب، لا يكون تركيزنا على كوننا نساء. مواضيعنا تدور حول ما يمسّنا وما يثير استيائنا. حتى لو اختلفت آلام النساء عن تلك التي تخص الرجال، فإن اللغة تظل هي نفسها”.

وتابعت “كان من الشائع أن نرتبط كتابتنا بالنسوية في لحظات الغضب والاحتجاج، ولكن في الآونة الأخيرة، تغير هذا. لقد انتقلنا إلى أشكال كتابة جديدة ومستوى آخر. كان من الضروري بالنسبة للكتابات النسائية إعطاء صوت للاحتجاجات والتحديات التي واجهتها بسبب وضعهن كنساء. ومع ذلك، اليوم، ألاحظ أن هناك كتابات نسائية جديدة في المغرب العربي وإفريقيا قد نشأت، وأن الأمور تغيرت، هناك حركة مميزة بكتابات نسائية تتناول قضايا تمسّ المجتمع بأكمله، مثل الحروب والتحولات الحديثة. هذه القضايا مطروحة الآن بصوت النساء والرجال معًا.”

وأكدت سارة قويدر رابح، أستاذة جامعية ومختصة في الأدب الإفريقي بالجزائر، أن كتابات النساء مهمشة، إذ تم وضعهن في الخلفية في كثير من الأحيان مقارنة بكتابات الرجال. وشددت على أن النساء، تمامًا مثل الرجال، يساهمن في الحفاظ على التراث والتاريخ.

من جهته، أشار الروائي محمد ساري، إلى أنه نادرًا ما كان لديه فرصة حقيقية لمعرفة النساء إلا في طفولته. وفي صغره، لم يكن هناك حاجة لطلب إذن لدخول منازل الناس، مما سمح له بالاستماع إلى محادثاتهم دون فهم كبير. مع مرور الوقت، أدرك أنه تعلم الكثير عن النساء وعن مواضيع نسائية معينة. فالنساء، عندما يجتمعن سويًا، يتحدثن ويشاركن جوانب من حياتهن وأسرارهن. وقد ساعدته هذه الروايات كثيرًا في رسم العديد من شخصيات النساء في رواياته.

Pin It on Pinterest

Shares
Share This