المشترك الصوفي الجزائري كان قناة التواصل الوحيدة التي ربطت الجزائر بأفريقيا عن طريق رجالات العلم ممثلا الإمام المغيلي وقبله شيخ الطريقة عبد الرحمان الثعالبي الذي وجه المدرسة إلى الجنوب ومنها إلى إفريقيا في النيجر ونيجيريا ومالي ومنها تأسست المدرسة حول رجال عرفهم التاريخ يحملون هذا الدين الوسطي إلى العالم.
ونحن نرى اليوم الانحرافات التي أنتجها الغلو والتطرف يجب أن نرجع إلى المدرسة الصوفية الجزائرية العتيقة التي تلقن الناس الدين وتدلهم على الله سبحانه وتعالى باعتدال وسماحة.
نحن بأمس الحاجة إلى تصحيح المفاهيم المغلوطة التي غطت الرؤية ونحن نرى أن الأفكار التي أنتجها الغلو انتهت إلى الحرب الأهلية والاقتتال بين أبناء الأمة الواحدة.
المدارس الصوفية الجزائرية هي مدارس حية تراجعت نوعا ما عندما حدث تجاهل لدورها من طرف الشعوب لكنها تبقى موجودة ودورها حاضر ومؤثر في قلب موازين القوى عندما تتحرك بعض الأطراف المشبوهة للزج بالدول والمجتمعات في الفوضى من طرف بعض المغرضين. وهنا يبرز دور الطرق الصوفية خاصة ونحن نرى العالم اليوم يتشكل حول المرجعيات الدينية العتيقة ويعلق عليها الآمال ويريد من خلالها منح المنظومة السياسية مرجعية أخلاقية. وعلينا في الجزائر أن نعيد الاعتبار للمشيخة الصوفية حتى تكون قوة للدولة و المؤسسات والمرجعيات المجتمعية.