دعا البروفيسور عبد الباقي الخضر مدير مركز البحوث العربية في نيجيريا إلى إخراج التصوف من عباءة الفلكلور ودائرة الدروشة والأوراد ، مؤكدا أن رجالات ومشايخ الصوفية بإمكانهم لعب أدوار ريادية في مواجهة التحديات المحيطة بالمجتمعات الإفريقية لكن على شرط إعادة النظر في بعض جوانب هذه المشيخات وتكيفها مع خطاب عصرها.
- تشهد إفريقيا اليوم عودة إلى إحياء التراث الصوفي، كيف يمكن جعل هذا التراث في خدمة المجتمعات الإفريقية؟
المشترك الصوفي الإفريقي يمكن تفعليه والحفاظ عليه في ظل تواري وضعف المجتمعات الإفريقية أمام الهجمة الشرسة للعولمة وتداعياتها، التي تريد تقزيم الدور الديني والتصوف الواقع تحت عباءة الدين الذي له تأثير ودور كبير في المجتمعات الإفريقية.
المرجعيات الصوفية اليوم بحاجة إلى التحديث و العصرنة فنحن لا نريد أن يبقى التصوف محصورا في الأوراد و الدروشة بل نريد للتصوف أن تكون له مقاربة جديدة في التعاطي مع العصر والمجتمع و حاجاته و ينبغي أن تكون للمراجعات الصوفية دور في حياة المجتمع الحديث فكريا ،سياسيا ومجتمعيا.
- هناك من يرى في التصوف خطرا على الدين خاصة في بعض مظاهر وممارسة الطقوس؟
قد يكون لهذه الانتقادات بعض المصوغات إذا أصر مراجع الصوفية على التمسك و الانمحاء في التراث بعيدا عن ما تطرحه الحياة العصرية، فعلى مراجع الصوفية الدخول إلى الحياة العصرية والتعاطي معها على التصوف أن يدخل إلى دور السينما ويضع قدمه في القضايا الفكرية و الثقافية.
- أشهر الطرق الصوفية أصولها جزائرية ، كيف ترى الدور الجزائري اليوم في التصوف الإفريقي؟
أغلب الطرق الصوفية لها امتدادات جزائرية منذ القدم على غرار الرحمانية القادرية والتيجانية وغيرها . ونحن نؤكد على الدور الذي قامت به الجزائر ممثلة في رجالاتها العلماء منذ القدم حيث تمثل هذه الندوة إحياء للدور الروحي الحضاري للجزائر في المجتمعات الإفريقية و نحن هنا نشد بالمقاربة الأخيرة للرئيس عبد المجيد تبون في انفتاح غير مسبوق على العمق الإفريقي .
- كيف يمكن للتصوف دورا في مواجهة التطرف في إفريقيا؟
هذا جزء من الرهانات التي تواجه المرجعيات و المشيخة الصوفية في إفريقيا والتي ينتظرها عمل كبير في محاربة ومواجهة قوى التطرف ودعاة الكراهية والذين ينتقدون المشيخة الصوفية يأخذون عليها أنها التزمت الصمت تجاه مثل هذه القضايا. اليوم يتعين تفعيل أدوار هذه المشيخات في أخذ زمام المبادرة وإدانة القوى التي تشجع العنف وتمول خطاب الكراهية.
- كيف يمكن للتصوف أن يكون عاملا جامعا للأفارقة؟
التصوف قادر على أن يكون عاملا جامعا للأفارقة لكن هذا يحتاج إلى جهد تنظري أولا ماذا نريد.؟ أي تصوف نريد؟ هل نريد تصوف فلكلوري يقوم على التبرك و الأوراد و الأذكار فقط؟ أم نريد تصوف حضاري يتفاعل مع قضايا وأحداث المجتمع و العصر؟