• إلى أيّ مدى تمكنت الكاتبة الجزائريّة من مواجهة التّحدّيات وفرض نفسها في مجتمع محافظ وذكوريّ؟

الجزائر فتحت المجال لتعليم المرأة في المدرسة، وقبلها، كانت ومازالت جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريّين مشعلا للكتابة  التي درست رائدات الأدب مثل السّيّدة زهور أونيسي.

كما أنّ المجتمع الجزائري انفتح، والذّهنيّات تحسّنت مقارنة بفترة التّسعينات، بعد أخذ وردّ، حيث عانى الكتّاب والمثقّفون من ويلات الإرهاب والموجات التي أغلقت الأبواب في وجوههم، خاصّة السّيّدات والفتيات اللّواتي عانين أكثر، لكنّهنّ تحدّين تلك الظّروف، فنجد إمرأة تذهب لعملها لتدرّس، ومديرة تلتحق بمدرستها لأداء وظيفتها، وشيخا يحمي بناته وحفيداته ويأخذهنّ من قرية إلى أخرى ليمكّنهنّ من التّعلّم. لكن، مازالت بعض النّساء المبدعات، مجبرات على التّخلّي عن الكتابة بمجرّد زواجهنّ، وهو أحد الشّروط الذي يفرض عليهنّ ويحول دون مواصلتهنّ مسارهنّ الفنّيّ أو الأدبيّ.

وخلال فترة التّسعينات، تقاسمت مع كلّ المجتمع الجزائريّ ما عاشه من آلام، وربّما أكثر، لأنّي كنت أكتب وأعبّر عن مواقفي المعارضة للتّطرّف والانغلاق والظّلام، وعشتها بشكل رهيب وسط التّهديدات الإرهابيّة ومقتل أصدقاء وصديقات، لكن حاولت قدر المستطاع مواصلة الكتابة والإبداع إيمانا منّي بضرورة ألّا نموت فقط من أجل الوطن، بل أن نحيى كذلك لأجله ومستقبله.

  •  هل بالإمكان أن نعتبر مجلّة ” دفاتر نسائيّة ” بمثابة خطوة لتمكين المرأة الكاتبة؟

مجلّة دفاتر نسائيّة كانت مبادرة مشتركة مع بعض الصّديقات اللّواتي فكّرن في إعطاء صوت إضافيّ للمرأة التي كانت تكتب وتنتج، وإضافة شحنات لها، وتقديم النّساء اللّواتي توفّين مثل نادية قندوز، مربم مان، و زليخة سعودي وأخريات. ولم تقتصر المجلّة على الكاتبات فقط، بل كانت مفتوحة أمام كلّ المبدعين الذين يتطرّقون لموضوع المرأة وإسهاماتهنّ.

ثمّ جاءت مجلّة “بصمات” وكلّها شهادات عن الوضع الكارثيّ الذي عاشته الجزائر بكلّ أطيافها ومكوّناتها خلال العشرية السّوداء، فمن كان يقتل، لم يفرّق بين الأمازيغيّ أو الفرنكوفونيّ أو العربيّ، بل كان يقتل الذّكاء بكلّ اللّغات. لقد عشنا وضعا أثّر في كلّ المجتمع، بدليل أنّ الكثير من المفكّرين والمبدعين قتلوا في تلك المرحلة.

  •  هل تتعرّض المرأة الكاتبة في الجزائر للتّمييز؟

في قضية الإبداع، تتعرّض المرأة للتّمييز مثل الرّجل، لأنّ الأمور مرتبطة بدور النّشر والتّوجّه الذي تختاره، إن كانت تقبل موضوع الكاتب أم لا، كما أنّ التمييز موجود على مستوى العمليّة الإشهاريّة، ومازال عندنا في بعض الأوساط، وكمثال على هذا، لدينا أزواج كتّاب أو فنّانون وفي مناسبات ثقافيّة تكون الدّعوة للمرأة أو للرّجل ولا يفكّرون في دعوتهما معا، وينظرون لهما كأزواج لا مبدعين.

وقد أخذت الأمور في التّغيّر، وتجاوز بعض الذّهنيّات السّلبيّة، فنجد كاتبات شابّات يفرضن أنفسهنّ على دور النّشر والمشاركة بغضّ النّظر عن القيمة، ويرتبطن بجرأة البدايات، وبنظرة شاملة، نجد النّساء في الكثير من المجالات كالأدب والصّحافة التي أعتبرها إبداعا.

Pin It on Pinterest

Shares
Share This