أكد باحثون وأدباء في ندوة “من الموسيقى التقليدية إلى موسيقى الراب في النصوص الإفريقية”، جرت يوم الأحد 29 أكتوبر 2023، في الفضاء الإفريقي، ضمن تواصل نشاطات الصالون الدولي للكتاب الـ26، أن الموسيقى ليست مجرد ترفيه أو مصاحبة للكلمات في الأدب الإفريقي، بل تمثل عنصرًا محوريًا يشكل أساس الإبداع ويثري التجربة الأدبية، وتحدثوا عن تأثير الموسيقى على الأدب الإفريقي وكيف ساهم في إيصال تعبير أعمق وأكثر تفردًا عن الهوية والتنوع الثقافي في القارة الأفريقية.
في البدء، أوضح الأستاذ والباحث مراد يلس، منشط اللقاء، أن الموسيقى والأغاني تتحدث باسم الهوية الجماعية، انطلاقا من العاطفة، مشيرا إلى أن الموسيقى والشعر عكسا الهوية الجماعية للشعوب خاصة الافريقية منها التي أولت أهمية كبيرة لهذه الطريقة في التعبير، ورفض المستعمر، خلال فترة الاحتلال.
بالنسبة للكاتبة المالية فاتوماتا كايتا، وعلى ضوء تجربتها، فإن كل رواياتها تضم تفصيلا من الشعر والموسيقى، هي لا تتخيل عمل لها بدون هذه البصمة الافريقية، وقد أكدت أن الشعوب الافريقية عمادها من الموسيقى، فهي تفرح بالموسيقى وتحزن بها.
وضربت الروائية المالية مثالا بالمرأة الافريقية التي تعبرّ عن شعورها بالغناء، وروت على الحاضرين تجربتها في كتابة أغنية تداولت في الإذاعات والتلفزيونات المالية، لما واجهت بلادها ظروفا صعبة سنة2012 دفعت بانقسامات كثيرة حتى على مستوى العائلات، هذه الأغنية التي دعت للسلم والتهدئة.
وعرج الأستاذ الجامعي السنغالي مامادو درامي على موسيقى الراب، إذ أكد أن أصولها تعود الى إفريقيا، وليس الولايات المتحدة الأمريكية كما هو متداول، مشيرا إلى أن نصوص أغاني الراب غالبا ما تناولت مواضيع عديدة مثل الاستعباد، حتى موسيقى بومرانغ ظهرت في إفريقيا ثم تطورت في أمريكا، لكن عادت إلى جذورها الأولى.
وعن مكانة الموسيقى في بلده السنغال، قال إن النساء يلقين شعرا حينما يتخاصمن، حتى أن هناك امرأة سياسية قدمت إلى قرية ضمن حملتها الانتخابية، وأراد رجال الأمن أن يكرموها بإطعامها لكن نساء القرية أصدرن إيقاعات تنبئ بعدم وجود طعام في القرية، وتابع قائلا إنه حتى في أصعب الفترات التي واجهت السنغال، كانت الموسيقى وسيلة صلح بين المتنازعين، أبعد من ذلك فلا يمكن لأي رجل سياسي التنقل الى مكان ما الا بمرافقة الموسيقيين. أما عن موسيقى الراب فهي تضم نصوصا تمس الشعب السنغالي. في حين يستعمل الكُتاب الموسيقى في أعمالهم حتى يحققوا النجاح.
وحذر الكاتب الجزائري محمد عبد الله من استعمال الفلكلور لأغراض خبيثة، كما يفعل الغرب، داعيا إلى ضرورة تجديد الموسيقى الافريقية، وقد أفضى المتحدث إلى موضوع استعمال الموسيقى والشعر في المقاومة من خلال الكتابة وهو ما فعله كتاب أفارقة مثل المصري سيد درويش الذي أكد على قوة الموسيقى في النضال السياسي.