احتضنت منشورات داليمان، بالجناح المركزيّ لصالون الجزائر الدّوليّ للكتاب، بيعا بالتّوقيع للكاتب النّرويجيّ الرّاحل “إيغيل ماغن هوفدوناك ” عن مؤلّفه ” إلى أصدقاء الجبل”، بحضور ابنه “آر” وحرمه “نورة إينغدال”.
اعتبر ” آر” والده الرّاحل الذي توفّي منذ سنة، عن عمر ناهز التّسعة والثّمانين، سفيرا للثّقافة الجزائريّة في النّرويج، ومروّجا للصّناعات التّقليديّة من خلال افتتاح متحف يتضمّن الحليّ والألبسة الجزائريّة من منطقة القبائل، بعد أن عاش لسنوات في قرى بلديّة واسيف بتيزي وزو.
وأشار إلى أنّ الكتاب نُشر سنة 2016 عن دار كولوفون باللّغة النّرويجيّة، ثمّ ترجمته “هيلينا سيلدران” عن منشورات داليمان التي فازت بمسابقة أطلقتها سفارة النّرويج بالجزائر باعتبار مؤلّفة الرّاحل “إيغيل”، دليلا على عمق الصّداقة التي تجمع البلدين.
وفي السّياق، أوضح ” آر” أنّ والده زار الجزائر لأوّل مرّة سنة 1952، ضمن نشاط تطوّعيّ وخيريّ، لاكتشاف نمط حياة سكّان المنطقة ومساعدتهم من حيث التّعليم والرّعاية الصّحّيّة، ثمّ قرّر بعد الاستقلال، الاستقرار في واسيف رفقة عائلته ستّ سنوات، منذ العام 1963، وإطلاق مشاريع تنمويّة بالتّنقّل بين مختلف القرى والمداشر.
وساهم في بناء سدّ مائيّ وعيادة طبّيّة للأمومة والطّفولة، ومدرسة، وإعادة بناء مسجد دمّره الاستعمار، إضافة إلى تربية الدّواجن والأغنام، بعد أن جلب معه بعض المتطوّعين الأوروبّيّين الذين ينشطون في العمل الإنسانيّ من مهندسين ودكاترة وأساتذة، مع تشجيع الأهالي على اقتراح وتجسيد مبادراتهم الشّخصيّة التي تراعي خصوصيّاتهم وهويّتهم، وعدم فرض نموذج أوروبّيّ عليهم.
وأشاد بكرم سكّان المنطقة وحفاوة استقبالهم وتواضعهم، حيث تعايش معهم رغم الاختلاف في الدّين واللّغة، بل وتأثّر بعاداتهم وتقاليدهم، حيث كان يرتدي الملابس التّقليديّة ويشاركهم أفراحهم. وهي ذكريات جميلة ومؤثّرة، جعلته يصدر كتابه عرفانا لهم. وقد رافق ” آر “والده آنذاك، ويتذكّر كيف ترعرع في القرية رفقة الأطفال، وحرص والدته على ارتداء الحليّ والقندورة القبائليّة، وتحضير أنواع من أطباق الأكل التّقليديّ.
وأكّد ” آر” أنّ علاقته بسكّان قرة واسيف مازالت مستمرّة وزارهم عدّة مرّات، تنفيذا لوصيّة والده الذي يكنّ كلّ الاحترام والتّقدير للشّعب الجزائريّ، ويسعى للسّير على خطاه في التّرويج للثّقافة الجزائريّة وفنونها الثّريّة والمتنوّعة في النّرويج.