استضاف الفضاء الرقمي، ندوة ناقشت “الكتاب الرقمي والمسموع: تجارب وتوجهّات”، بالجناح صالون الجزائر الدولي للكتاب في طبعته الـسّادسة والعشرين، شارك في تنشيطها خبراء، هم اللبناني صلاح شبارو، السعودي علي الأكلبي والجزائري باديس قويدر.

أكّد مدير المكتبة الإلكترونية “النيل والفرات” صلاح شبارو ، أنّ  متجره يعدّ أكبر مكتبة إلكترونية على الأنترنت بـ600 ألف عنوان كتاب ورقي، و20 ألف كتاب إلكتروني.”، وأنّ العمل جار على إضافة دور نشر من بلدان أخرى إلى هذه المكتبة، وخاصة الجزائر، حيث تسجل دول لبنان، سوريا، الأردن، السعودية، الإمارات حضورها في هذا المتجر الخاص بالكتاب الورقي والرقمي.”

وأوضح أنّه من خلال تجربتنا، هناك مشكلة في العالم العربي تتعلق بالشحن، لأنّها مكلفة ولوجيستيكية، لكن باستخدام التكنولوجيا والكتاب الالكتروني تصبح المسافات قريبة والأسلوب يتطور، واستطرد قائلا: “المكتبة الإلكترونية تسمح للقراء بالقراءة الصوتية، الأسعار بسيطة، بإمكان القارئ الاقتباس، اللجوء إلى القاموس، والقراءة على الموبايل، فضلا على أنّ القراءة سريعة، والمكتبة تواكب موضوعات الساعة وغيرها”.

وفي السّياق، أشار إلى أنّ “الكتاب الصوتي له أهمية كبيرة، يمكنك الاستماع إلى محتواه وأنت تمارس عملك، وأنّ مكتبة “النيل والفران” الإلكترونية مهتمة جدا بالتواجد في السوق الجزائري.

وحول حماية حقوق المؤلف والتأليف، لفت إلى أنّ القرصنة ساهمت بشكل كبير في توجس الناشرين من وضع كبتهم بالمنصات الإلكترونية، لكن قال إنّ “ما يربط مكتبته بالناشر عقد عمل فيه كل الحقوق والتفاصيل.”

من جهته، قدّم مدير إدارة البحوث والدراسات-مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية بالسعودية علي الأكلبي، لمحة عن الكتاب الرقمي والكتاب الصوتي ومزاياهما، متطرّقا إلى  الكتاب الرقمي i book الذي يأخذ شكل محتوى معاصر، وكان أحد نتائج الانفجار المعرفي الضخم، ما سمح بظهور عديد دور النشر الرقمية والتقليدية التي طوّرت عملها الكلاسيكي إلى الإلكتروني برقمنة الكتاب المطبوع، واستعمال الماسح الضوئي”.

والكتاب الرقمي، حسب الأكلبي، يحتاج إلى وسيط لقراءته مثل الحاسوب، اللوحة الإلكترونية، الهواتف، وغيرها، وميزاته تكمن في سهولة نقله وتحميله على مختلف الأجهزة الإلكترونية، ويطلع عليه عدد كبير من الأشخاص في وقت واحد.

وذكر في السّياق، أنّ من ميزات الكتاب الرقمي أيضا أنّه يلغي حدود الزمان والمكان ويصل كافة بقاع العالم، ويمس مختلف الشرائح، كما أنّه قابل للتفاعل وقابل للإثراء، ويسهّل الوصول إلى المراجع العلمية ولا يختلف في شكله عن الورقي.

وبالنسبة للكتاب الصوتي، اعتبر المتحدث أنّ “التوجه حاليا يسير نحو استخدام الوسائط الصوتية، لخصائصه المختلفة.

ولفت إلى أنّ “المسموع يعتبر بديلا مؤقتا، ويمكن سماعه بسماعات الأذن أو مكبر الصوت، ما يعني أنّه بالإمكان مشاركته مع آخرين.

إلى ذلك، أضاف  قائلا: ” متاح للجميع وبطريقة مريحة لحاسة العين وللجسم (وضعيات القراءة)، ويعزز التعلّم الذاتي والمعرفة، كما أنّ تكلفته أقلّ من المطبوع والرقمي، ويساعد في تحسين مهارات النطق وفن الخطابة والإلقاء والمفردات، فضلا عن المساعدة في الاستجابة العاطفية والتفاعل مع القصة.

بدوره، قال مدير مؤسسة “يوسكرايب”، باديس قودير، إنّ “you scribe”، أول مكتبة رقمية في الجزائر، جسّدت بالتعاون مع متعامل هاتف نقال خاص وهي حل مكمّل للمكتبة التي تبيع الكتب الرقمية أو الورقية، وأنّ تقنية “يوسكرايب” تعتمد على التدفق، ويكون الوصول إلى الكتب عبر اشتراك يومي أو شهري أو أسبوعي، وبملغ زهيد يتراوح بين 70 دج و400 دينار جزائريّ.”، معتبرا أنّ مكتبته تسهل للقارئ الوصول إلى الكتب بسهولة تامة، تحفظ حقوق المؤلف وحقوق الناشرين، وبإمكان القارئ اختيار كل الكتب، يحمّلها في ثواني معدودة، على جهازه (هاتف، لوحة رقمية، حاسوب، تلفزيون ذكي)، ويقرأها فيما بعد دون الحاجة إلى الأنترنت.

وفي سياق ذي صلة، أشار إلى أنّه لهذه البرمجيات فوائد مختلفة لا توجد في الورقية ولا تلغيها أيضا، فمن خلال التطبيق، يستطيع الآباء مراقبة المحتوى الذي يقرأه أبناؤهم، تحديد الكتب المراد مطالعتها وسرعة الوصول للكتاب. خاصة وأنّ المكتبة تجدد المحتوى باستمرار، والسعر زهيد.، وأنّ هدف مكتبة “يوسكاريب”، يكمن في التعريف أيضا بالإبداع الجزائري، ولم لا تصديره إلى إفريقيا والعالم، وبلوغ كل الأماكن كمناطق الظل. والتطبيق متاح بعدّة لغات ومحتواه بعدّة لغات أيضا.”

وكشف المتحدث خلال النقاش، أنّ مؤسسة متعاقدة مع دور نشر عربية وأجنبية وجزائرية ، لكن تبقى قليلة جدا، والهدف هو إثراء المكتبة بالدوريات الجزائرية، موجّها نداءه إلى الناشرين الجزائريين للتعامل والتعاون مع “يوسكاريب”، مختتما مداخلته بمخاطر السرقة الإلكترونية، وأنّ المؤسسات الجزائرية متخصصة في محاربة القرصنة وتقنيات حفظ الكتاب تقدّمت كثيرا.

Pin It on Pinterest

Shares
Share This