قال الدكتور عمار طالبي إنّه يتعين علينا، قبل رفع شعار القراءة النقدية لفكر مالك بن نبي، أن نفهم ما طرحه هذا المفكر في مشروعه ونستوعبه بشكل صحيح.
- قلت في محاضرتك إننا ما زلنا بحاجة لاستيعاب فكر مالك بن نبي، كيف يمكن أن نؤسس اليوم لقراءة معاصرة لفكر هذا الرجل؟
هناك كتب كثيرة في الخارج لتحليل أفكار مالك بن نبي وبيان قيمتها من طرف الدارسين والمختصين الذين يعترفون بالقيمة الفكرية لهذا الرجل، لكننا لم نهتم كما ينبغي، وهذا نظرا لظروف سابقة حيث كان التيار اليساري المتحكم في السلطة يحارب مالك بن نبي وأفكاره، لكن اليوم، والحمد الله، صارت الدولة ممثلة في وزارة الثقافة تحتفي به وبأفكاره وتعتبر هذه الندوة واحدة من المبادرات الرامية إلى إعادة فكر بن نبي إلى الواجهة.
- كيف يمكن أن نطل على حضارة الآخر انطلاقا من فكر بن نبي الذي كان نفسه منفتحا على عصره؟
انتقل مالك بن نبي من فكرته المحلية إلى العالمية حيث أبرز في كتابه ” الفكرة الأفروآسيوية” تطلعه لحضارة يشارك فيها سكان المعمورة ويتقاسمون نفس القيم التي يتشاركون في إنتاجها دون أن تكون ثمة هيمنة ومهيمن عليه. لكن لتحقيق فكره، يتعين علينا أن نكون أمة منتجة للقيم التي تحدّث عنها بن نبي ونصل للمرحلة التي تمكننا من فرض تلك القيم أو مشاركتها عوض أن نكون مستهلكين لقيم تفرض علينا كحالنا اليوم.
- تحدثت عن دور ملتقيات الفكر الإسلامي، كيف ساهم فيها مالك بن نبي؟
الطلبة الذين كانوا يحضرون حلقات وندوات مالك بن نبي كانوا النواة التي شكلت وأطلقت هذه الملتقيات التي تبنتها الدولة لاحقا، وقد كان منبرا ثقافيا يجمع المفكرين والمثقفين والكتاب من الجزائر وخارجها، انتفع به الشباب في تلك الفترة.