احتضن فضاء غزة يوم الثلاثاء، ندوة حول ” قيم نوفمبر والقضية الفلسطينية “، حيث استعرض المشاركون العلاقة الموجودة بين القضية الفلسطينية والثورة الجزائرية، والوقوف على العديد من النقاط المشتركة بينهما، مبرزين أهم المحطات التي مرت بها العلاقة بين البلدين، وأهم الوسائل التي قدمتها الجزائر من أجل نصرة هذه القضية، حيث أوضح الكاتب الصحفي محمد بوعزارة، أنّ الكثير من الحوادث التاريخية التي كانت الجزائر حاضرة فيها من أجل هذه القضية، التي كانت ومازالت إلى حد الساعة، ورغم أنّ الجزائر كانت هي كذلك مستعمرة من طرف المغتصب الفرنسي في فترة من الفترات، إلا أنها بقيت وفية للدعم المطلق للقضية الفلسطينية ودون شروط، ولم تتأخر أبدا في الدعوة إلى تحررها، وبقيت كذلك حتى بعد الاستقلال، مستشهدا في حديثه، بالكثير من الخطابات السياسية الداعمة من فوق العديد من المنابر، على غرار العلامة ابن باديس ، وكذا الرئيس هواري بومدين، ومختلف الدعم من سلاح ومؤونة وغيرها، نصرة للقضية.
إضافة إلى الدور الدبلوماسي والإعلامي الجزائري الذي كان مؤثرا في الكثير من الأحداث والمحطات التاريخية، ووصولا إلى دعم الجزائر للقضية الفلسطينية اليوم، من طرف الرئيس عبد المجيد تبون، وهذا دليل على الدعم المطلق والأبدي لفلسطين. ليختم تدخله بضرورة الصمود و المحافظة على اللحمة بين مختلف الفصائل في فلسطين، والابتعاد عن التشتت والصراع الذي يخدم العدو.
أما باحث في الهندسة النووية، الدكتور عمار منصوري، فاختار أن يبدأ مداخلته بأبيات شعرية حول القضية الفلسطينية، يحاكي فيها صمود غزة الجريحة، كما اعتبر أنّ الحديث في القضية الفلسطينية، لا يمكن حصره في ساعات ومحاضرات، وأن موقف الجزائر تجاه القضية كان منذ بيان أول نوفمبر، من مبدأ تقرير مصير الشعوب، وضرورة تحرير المسجد الأقصى والقدس، كما عرّج في تدخله على حصار غزة الذي يصل إلى17 سنة، ووصولا إلى الأحداث الأخيرة فصائل المقاومة، مبرزا في الوقت نفسه، أهم الجرائم التي يرتكبها الصهاينة في حق غزة، متسائلا عن حقوق الإنسان والمرأة وحق الأطفال، وهذا انتهاك صارخ للقانون الدولي أمام مرأى العالم، على حد تعبيره، مشيرا، إلى أنّ زمن هذه النازية قد اقترب، والعودة إلى النصر قريبا.
كما شبه ما يحدث اليوم في فلسطين بما حدث في غزوة بدر والأحزاب والخندق، ولهما علاقة مباشرة. كما أنّ هناك مطابقة بين ثورة نوفمبر ومقاومة فلسطين في الكثير من الأحداث على غرار الجرائم، والقتل والتهجير والتنكيل، وحرق الأراضي.
وفي مداخلته، أكّد العميد السابق لكلية العلوم الإنسانية ورئيس المجلس العلمي للمركز للدراسات والأبحاث وتاريخ ثورة نوفمبر، الدّكتور عبد عزيز بوكنة، على قيم نوفمبر وعلاقتها بالقضية الفلسطينية، حيث قدم من خلالها مثالا حيا عن هذه القيم إبان الثورة لفوج شيهاني بشير من ناحية بسكرة، حينما أرادوا القبض على ” حركي” في الحافة وكانت معه زوجته وبعض المعلمين، وكيفية التعامل معهم بأمر من القادة، بضرورة المحافظة على أرواح الأبرياء، لأنّ قضيتهم مع العسكريين وليس مع العزل على حد قوله، وهي القيم التي بقيت ثابتة إلى حد الساعة، وهي مجمل القيم التي يشترك فيها نوفمبر والقضية الفلسطينية.