أوضح الخبير في مجال المكتبات وممثّل مركز البحث في الإعلام العلميّ والتّقنيّ، دحمان مجيد، والمشارك في ندوة ” الرّقمنة والمكتبات الجواريّة والجامعيّة: فرص وتحدّيات”، بالفضاء الرّقميّ في جناح القصبة لصالون الجزائر الدّوليّ للكتاب، وجود ثلاثة أنواع من المكتبات في الجزائر من حيث مواكبة التّطوّرات التّكنولوجيّة، داعيا إلى ضرورة توفير التّراخيص لحماية الموادّ المعروضة إلكترونيّا، وأن تتّسم المكتبة المتنقّلة بالمرونة كتفكير وتصميم، من خلال العالم الافتراضيّ.
- إلى أيّ مدى تواكب المكتبات الجزائريّة التّطوّرات الرّقميّة ؟
المكتبات في الجزائر متنوّعة ومتواجدة في كثير من الأماكن والقطاعات كالمساجد والمؤسّـسات الاقتصاديّة، الجامعات، مكتبات المطالعة العموميّة، والشّباب، وغيرها، ولا يمكن أن نعمّم حكمنا عليها.
هناك ثلاثة أنواع من المكتبات، الأولى عبارة عن مكتبات واكبت التّطوّر التكنولوجيّ وتهيّأت لمرافقة الاحتياجات المعرفيّة للقارئ، وقطعت أشواطا متقدّمة فيما يخصّ الأتمتة، والثّانية مازالت في مرحلة الأتمتة، بينما الثّالثة، لم تصل بعد إليها، خاصّة المكتبات العموميّة لأنّ مواردها الماليّة والبشريّة قليلة.
- كيف تتعاملون مع مشكل حقوق الملكيّة عند عرض مضمون المؤلّفات إلكترونيّا؟
في الحقيقة، فإنّ فضاء” الأوبن أكسس”، فرصة ثمينة بالنّسبة للجزائر، لأنّه يتضمّن التّراخيص المشاعة، التي تتيح استخدام المورد الإلكترونيّ من كتاب أو مقال وغيرهما، بكلّ أريحيّة. وإنّ المشكل لا يتعلّق بالموارد المتاحة أو الأجنبيّة، إنّما في الموارد المؤلّفة داخل الجزائر، وليست محميّة لا قانونيّا ولا عن طريق التّراخيص، وعلى الرّغم من أنّني طرحت هذا الإشكال العويص في الكثير من المحافل، إلّا أنّني لم أجد أذنا صاغية. وعندما نتحدّث عن المختصّين، وقوانين التّراخيص فالقانون الجزائريّ يتوفّر على فتحة للتّراخيص ذات المستوى العالميّ، ولكنّها غير مطوّرة، ولابدّ من اعتمادها بصفة مستعجلة، حتّى تتمّ الاستفادة منها، عوض ترك مواردنا المعروضة في الإنترنت دون حماية.
- ما مصير المكتبة المتنقّلة ؟
ما يجب أن نعرفه، أنّ المكتبة المتنقّلة في صيغتها المادّيّة المعهودة، والمعروفة عند الخاصّ والعامّ، هي إنتاج وإبداع يرجع لسنوات السّبعينات والثّمانينات، وإذا أردنا نقلها من المكتبة الوطنيّة مثلا، والتي تحمل مئات الآلاف من الأرصدة المعرفيّة، فالشّاحنة لا تستطيع حملها كلّها، أمّا المكتبة الافتراضيّة، فبإمكانها ذلك، كما لم يعد مجديا نقل شاحنة وتجميع القرّاء للإعارة. وبالتّالي، فالمكتبة المتنقّلة أخذت شكلا جديدا يتّسم بالمرونة في ظلّ التّطوّر الرّقميّ كتفكير وتصميم، من خلال العالم الافتراضيّ.