تناولت ندوة ” نوفمبر قراءات تاريخية”، أهمية الأرشيف لبناء قراءات تاريخية حول حرب التحرير عموما وحول بيان أول نوفمبر على وجه الخصوص.
وأشار الدكتور والمؤرخ فؤاد سوفي، أنّ فتح الأرشيف ضرورة ملحة لبناء أطروحة تاريخية مقنعة حول أول نوفمبر، حيث أشار في مداخلته إلى أنّنا لحد اليوم، لا نعرف أسماء الذين صاغوا بيان أول نوفمبر. وطرح سوفي مجموعة من المعطيات التاريخية التي أدت، حسبه، إلى إطلاق بيان أول نوفمبر الذي أشار إلى أنّه تضمن دعوة للسلم والمفاوضات حتى عندما أعلن من خلاله الجزائريون رفع السلاح في وجه المستعمر.
وفي السياق ذاته، قال سوفي إنّ بيان أول نوفمبر لم يكن محلّ إجماع كل الأطياف التي كانت في الساحة خلال تلك الفترة، مشيرا إلى موقف الشيوعيين والعلماء، فبعض الفصائل السياسية، حتى وإن لم تكن ضد خيار الكفاح المسلح، لكنها كانت تؤمن أنّ وقته لم يحن بعد، وأنها كانت تفضل الاستمرار في النضال السياسي .
وبالنسبة للأمريكي تود شيبارد، فإنّ أول نوفمبر كان حصيلة الاحتقار الفرنسي للجزائريين الذي رفضوا الاستسلام للمنطق الفرنسي، وأصروا على فرض سيادتهم، وقال تود شيبارد أنه بدأ الاشتغال حول تاريخ الجزائر في 2010، وجاء إلى الجزائر ثمّ كراسك وهران، مضيفا أنّه حاول التعاطي مع تاريخ الجزائر خارج ثنائية جزائري فرنسي التي انحصلا فيها المؤرخون الفرنسيون، وأنّ الثورة الجزائرية غيرت فرنسا التي سمحت بفتح المجال للديانة الإسلامية، ليس حبا في الإسلام، لكن سعيا منها للاحتفاظ بالجزائر تحت سيطرتها. ودعا المحاضر في ختام مداخلته، إلى ضرورة الخروج بالتاريخ إلى فضاء أرحب للنقاش والبحث.
إلى ذلك، قال عمار محمد أعراب إنّه حان الوقت لتحرير التاريخ من الأساطير، والسماح بفتح أرشيف الحركة الوطنية والولايات التاريخية للباحثين والمؤرخين، من أجل نظرة متجددة للتاريخ وتوطين البحث التاريخي، وهذا لتجنب أن تكون أفضل البحوث والأطروحات التاريخية تنجز في الخارج.
واعتبر المتحدث حصر أول نوفمبر في فئة معينة أو مجموعة أشخاص، تقزيما للتاريخ، مؤكدا أنّ أول نوفمبر، كان حصيلة نضال طويل وحراك اجتماعي وسياسي للحركة الوطنية، فزعماء المنظمة السرية الذين قادوا الثورة لاحقا كانوا نتاج الحركة الوطنية، كما اعتبر المتدخّل أنّه ثمة عوامل ساعدت في التعجيل بأول نوفمبر منها عودة العنف الاستعماريّ بأكثر قوة في 1945 خاصة أحداث الشمال القسنطيني، إضافة إلى وجود حراك اجتماعي.