“منارات من حياة مفدي زكريا”، هي من بين الندوات التي احضنها صالون الجزائر الدولي للكتاب، وتزامن مع الاحتفالات المخلدة لذكرى اندلاع الثورة المظفرة، حيث احتضنت قاعة “التاسيلي”، أمس الأربعاء، لقاء نظّمته “مؤسسة مفدي زكريا” للوقوف عند جوانب متعدّدة من حياة ونضال  واحد من أعظم الشعراء الذين ولدوا من رحم الجزائر الصامدة.. شاعر التحرّر مفدي زكريا.

الندوة كانت مناسبة لتقديم الدكتور السعيد بن زرقة للكتاب الجماعي “منارات في حياة مفدي زكريا” الذي يجمع بين المراسلات والشهادات والمقالات التي تمثّل جميعها أهم المعالم والمحطات في حياة مفدي زكريا، وخلاصة تجاربه القاسية واللحظات الحرجة في مواجهته للمواقف  العسيرة، كما تكشف عن مسيراته في خروجه من المحن، وتجيب أيضا عن أسئلة شائكة أثيرت في الصالونات وفي النوادي وفي الملتقيات.

المؤلف الذي صدرت طبعته الأولى في 2022، عن “مؤسسة مفدي زكريا” يحتوي على 11 منارة مهمة وفارقة في حياة شاعر الثورة، منها أرشيفه الخاص “منارة العلم ورسائل عائلية” ومنها ما صدر في مؤلفات ومنها ما كان في ملتقيات أو كتابات صحفية “منارة الريفيين”، “منارة السجون”، “منارة قسما”، “منارة التوحيد”، “منارة الفداء”، “منارة زبانا” ومنارة كلمة الحق”، إلى الختام بـ”منارة الرحيل” وما صاحبها من مواقف الى دفنه رحمه الله في مسقط رأسه، وفي كل منارة صور وشهادات تاريخية .

من جهته، استعرض الأستاذ جابر باعمارة الأمين العام لمؤسسة مفدي زكريا، إنجازات المؤسسة منذ انشائها في أكتوبر 2001،  مؤكدا انّها تعمل على تبليغ رسالة مفدي زكريا للشباب فضلا عن تسليط الضوء على آثاره والتنقيب عن المجهولة منها، وقال إنّ ما وُجِدَ يسير مقارنة بما تركه شاعر الثورة، مضيفا أنّ المؤسسة تعمل في هذا الصدد بالتعاون مع أصدقائه ومن زامله وعايشه ولما لا في أرشيف المُستَعمِر.

وأضاف باعمارة أنّ المؤسسة أصدرت بمعدل مؤلف كلّ سنة منذ إنشائها، وهي أعمال حول مفدي زكريا وما يدور في فلكه ناهيك عن إصدار “ألياذة الجزائر” الملقاة (600 بيت) في مؤتمر الفكر الإسلامي في 1978، على شكل قرص سمعي بصري مرج به نص عربي وترجمة فرنسية قام بها الأستاذ الطاهر بوشوشي، في انتظار التمكن من الترجمة إلى الأمازيغية (القبائلية والميزابية) وأيضا ترجمة ما تبقى من الإلياذة (400 بيت) إلى الفرنسية، وكلّ الإلياذة إلى الانجليزية.

اما الدكتور مصطفى حمودة الأستاذ المختص والباحث في أدب مفدي زكريا، فاستحضر كتابه “مفدي زكريا وإنتاجه الأدبي إلى الحرب العالمية الثانية”، الذي جاء في جزأين، ويتناول فيه إنتاج مفدي زكريا ومرحلة البدايات (خاصة الشعرية)  وقال إنّ البعثة الميزابية في تونس حيث درس كانت فترة مهمة في حياته، وتعدد الدكتور مختلف المراحل التي مر بها صاحب الإلياذة وتذبذب حياته العملية ثم مرحلة المشاركة في مؤتمرات الطلبة المسلمين في فرنسا واقترابه من جمعية العلماء المسلمين الجزائريين من الانخراط فيها إلى النضال الوطني إلى جانب مصالي الحاج، كما توقف الأستاذ المختص عند أهم المحطات في حياة مفدي زكريا التي أثارت الجدل كتاريخ ميلاد شاعرا، ترأسه لنجم شمال إفريقيا وحزب الشعب حين غياب مصالي الحاج عن الجزائر وغيرها من المسائل.

“رسائل مفدي زكريا العائلية” شكلت محور مداخلة حفيد صاحب “فداء الجزائر”، وكشف فيها الأستاذ أحمد بافضل، مفق علاقة مفدي زكريا بعائلته،  ولخصها في خمسة محاور، الجانب المالي والنفقة، رسائل الحنين، رسائل للطمأنينة، وأخرى للمتابعة العلمية وتربية الأبناء وخامسة للتضحية والحثّ على الصبر.

Pin It on Pinterest

Shares
Share This