في حلقة نقاش غنية من حيث المضمون والشخصيات، كرم صالون الجزائر الدولي للكتاب، في طبعته السادسة والعشرين، شخصية تاريخية في الفضاء الإفريقي، يوم الأربعاء، وهي نيلسون مانديلا، تزامنا والذكرى العاشرة لرحيله،  حيث كان ومايزال مدرسة للمقاومة والمرافعة على القيم الإنسانية التي تجتمع تحت سقف واحد، بعيدا عن اللون والعرق، وحدود الجغرافيا.

عددت الدكتورة “فيرونيكا غونزاليس لابورت” القادمة من المكسيك،  الكثير من القيم الإنسانية التي عرف بها نيلسون مانديلا، كما تحدثت عن زيارته للمكسيك ودعمه لها، وكذا لدول إمريكا اللاتينية، معتبرة إياه وغاندي والأمير عبد القادر، شخصيات تاريخية، لها وزن كبير ومدارس للقيم السامية والمرافعة للتحرر والعنصرية.

وأوضحت أنّ علاقة بلدها المكسيك بجنوب إفريقيا، تاريخية وأصبحت علاقة اقتصادية متينة، كما تطرقت خلال مداخلتها، إلى ما تعانيه دول أمريكا اللاتينية، والعلاقات الدولية القائمة على التمييز والعنصرية والفقر، معتبرة إرث مانديلا غنيا، سواء في المكتبات أو في الإعلام، وكذا هو رمز للمقاومة والحرية بين الأفراد والدول، وهو مثال يقتدى به في الشجاعة والعدالة الاجتماعية والسلام، وهو مدرسة وسفير للإنسانية.

أما الروائي فيكتور بواجيو من الكاميرون، فتحدث عن تجربته في الكتابة وكيف كانت شخصية نيلسون مانديلا محطة إيحاء له، وقبلها كانت الجزائر محطة هي كذلك ووجب إتباعها خلال مرحلة من مراحل تاريخ الكاميرون،. أما عن اكتشاف شخصية نيلسون  مانديلا، فكان خلال هجرته لفرنسا، حينما تحول إلى ناشر، تعرّف على أدب جنوب إفريقيا عن طريق أديب من هناك، ومن هنا اكتشف قوة الكتاب على حد تعبيره، كما تساءل ماذا لو لم يكن هناك شخصية اسمها نيلسون مونديلا أين تكون قد وصلت المقاومة. وعرج في مجمل مداخلته، على شخصية نيلسون مونديلا، ومقاومته رغم الاضطهاد.

كما تناول “ساندي ديوف” وهو فيلسوف من السينغال، شخصية نيلسون مانديلا من جوانب عدة، حيث استطاع أن يضع اسما حقيقا لإفريقيا والانتماء لها على حد تعبيره، على عكس اليوم، فقد فشلت الكثير من المحاولات في صناعة الهوية الإفريقية، وحين فشل كل الأشخاص في إفريقيا في الكثير من المجالات، سواء في الحديث أو التفكير ، فإن نيلسون مانديلا قد نجح، بل وقدم دروسا في الإنسانية بالأمس، ومازال مثالا يقتدى به في كل العالم، فقد أوصل صوت إفريقيا للعالمية، عبر الكثير من محطات كفاحه ضد العنصرية والتمييز وغيرها.

ومن جهتها، اعتبرت “فاطمة أوصديق”، خلال مداخلتها، أنّ نيلسون مانديلا شخصية مشهورة عند الشباب الجزائري، لأنها شخصية قوية ومعروفة في الكثير من المحطات، معرّجة في حديثها، عما يحدث اليوم في غزة ، واصفة ذلك كنوع من الإبادة. وبالنسبة لمانديلا، فهو وجه للمقاومة، على حد قولها، وللحديث عن شخصيته وتاريخه الطويل في المقاومة، فقد اختارت شخصيتين معروفتين قيل فيها الكثير”ويني مانديلا” و “جاكوب زوما”، وتحدثت بإسهاب عن شخصيتهما وكل ما كان يقال في حقهما، سواء لأراء مدفوعة أو غيرها، باتهام ويني مانديلا بالعلاقات الجنسية وغيرها من الأحداث، متطرّقة لظروف اعتقال نيلسون مانديلا وتحمّله لعبء العنف والفوضى، وعن تاريخه وكتاباته ودفاعه عن المرأة والأطفال.

أما السيد حسان رمعون من الجزائر، و في حديثه عن شخصية نيلسون مانديلا، فقد أكد على متانة علاقة الجزائر بدولة جنوب إفريقيا أولا، وقسّم حديثه خلال تكريم هذه الشخصية، إلى ثلاثة محاور،  وهي: البدايات الأولى للعلاقة بين البلدين وكيف وصلت إلى ما هي عليه اليوم، أما المحور الثاني فتحدث فيه عن الكفاح المشترك بين البلدين، وختم حديثه في الفقرة الثالثة من مداخلته بالإشارة إلى مصير تلك الثورات.

Pin It on Pinterest

Shares
Share This