على الرّغم من أنّها مؤسّسة ناشئة بدأت عمليّة النّشر منذ ستّة أشهر فقط، وتحصّلت على عتاد طباعة بسيط، من خلال وكالة الأناد ( أونساج سابقا)، تسعى دار النّهى لفرض نفسها في مجال الكتاب من حيث استقطاب أسماء وازنة في الجزائر والوطن العربيّ، والمشاركة في المعارض، حسب تصريح مديرتها زليخة بوشيخ.

حدّثينا عن مشاركة دار النّهى في صالون الجزائر الدّوليّ للكتاب:

دار النّهى هي مؤسّسة ناشئة، أسّستها من خلال الوكالة الوطنيّة لدعم وتنمية المقاولاتيّة، وتحصّلنا على عتاد مكتبيّ منذ سنة، إضافة إلى أحد محلّات الرّئيس في ولاية عنّابة، لكنّ بداية النّشاط واستقبال أعمال الكتّاب لنشرها وطبعها وتوزيعها في الجزائر كانت منذ ستّة أشهر، وتحديدا منذ شهر ماي الفارط. لقد استقبلنا أعمالا من الجزائر وخارجها لكتّاب من سوريا، مصر، الأردن، والسّودان، باللّغات الثّلاث:عربيّة إنجليزيّة وفرنسيّة.

وشاركنا في صالون الجزائر الدّوليّ للكتاب في طبعته السّادسة والعشرين بـ 25 عنوانا، بين بالرّواية، والأكاديميّ، الرّواية بالفرنسيّة والإنجليزيّة، روايات الفتيان، وروايات للكبار مثل الكاتبة السّوريّة المعروفة في المشرق العربيّ ” لينا هيام الحسن” التي طبعنا لها ثلاثة أعمال، زيادة على الكاتب الصّحفيّ الجزائري “عبد القادر حريشان” رواية ” الأعمى”، ودراسات في العلوم الإنسانيّة بتخصّص المنهج، وكتاب ” اقرأ .. نحو قراءة منهجيّة فاعلة” الموجّه لطلبة الآداب.

كما طبعنا للكاتب الجزائريّ المغترب في فرنسا عبد الغنّاي ودود، رواية ” عالم جديد “، التي سبق أن نشرها في ألمانيا، وروايات كتّاب مصريّين كـندى السّيّد، وهند صبري، وكذلك أمين صابر من السّودان، في محاولة منّا أن تكون دار النّهى ذات توجّه عربيّ وليس جزائريّا فقط.

ما هي الصّعوبات التي تواجهونها كمؤسّسة نشر ناشئة؟

أهمّ الصّعوبات التي نواجهها أثناء النّشر، هي انعدام الدّعم من طرف الدّولة، حيث أنّه في عرف النّشر بالدّول المتقدّمة، لا يتلقّى النّاشر أموالا من صاحب العمل حتّى يطبع وينشر له، بل إنّ النّاشر هو من يتحمّل المصاريف، ويعطي مقابلا للكاتب، حتّى يقوم بنشره وتوزيعه، لكن، وللأسف، فالدّعم مقتصر على دور معيّنة، أو في فترات محدّدة، إذ نواجه هذه الإشكاليّة، ونعاني منها كمؤسّسة ناشئة، فعوض أن نطبع ألف نسخة لعمل جيّد ونعرف أنّه سيلقى نجاحا، ولأنّ الكاتب غير قادر مادّيّا، وميزانيّة دار النّشر قليلة، نكون مجبرين على تقليص العدد، مع العلم أنّ المعيار المتعامل به عالميّا، في عمليّة النّشر، هو 3500 نسخة.

أين يكمن الخلل فيما يخصّ نشر الكتب بالجزائر؟

الخلل أنّنا لا نملك توزيعا، وبات مجال النّشر مليئا بالدّخلاء ممّن لا علاقة لهم بالمهنة، وغير الشّغوفين بالكتاب، واحتكار بعض الدّور العمالقة لسوق النّشر في الجزائر، وضعف إيصال وتوزيع الكتاب للقارئ، حيث أنّه، ومقارنة بمعارض أخرى لسلع استهلاكيّة تستقطب أشخاصا كثرا، فجمهور معرض الكتاب من فئة الطّلبة والنّخبة حسب مجاله، ولا تهمّه التّخصّصات الأخرى، بينما نجد في دول أخرى أنّ التّلميذ في الثّانويّة يبحث عن كتب تثري معارفه، وتشبع لغته وثقافته، وتساعده في الرّياضة والصّحّة، فنحن لا نملك دارا مختصّة في التّوزيع، تكون لها شاحنة خاصّة بها، رغم أنّ جمهور القرّاء يبحث دائما عن الكتب.

 

Pin It on Pinterest

Shares
Share This