تواصلت الندوات الخاصة بعالم الرقمنة، باحتضان فضاء الرقمنة اليوم، ندوة بعنوان: ” دور الرقمنة في الحفاظ على التراث والذاكرة”، حيث استعرض خلالها المتدخلان، العديد من التجارب  في هذا المجال، حيث استهلّ السيد فاتح بوزوية، مختص في علم المكتبات ومدير المكتبة الجامعية لجامعة بومرداس، مداخلته، بالإجابة عن سؤال هذه الندوة، وهو، كيف يكون للرقمنة دور في الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي؟

ومن هذا المنطلق، وجب التمييز بين القارئ أو المتعلم الإلكتروني الرقمي، والقارئ الورقي، على حد تعبيره، مؤكدا في الوقت آنه، أنّ هناك فرقا كبيرا وفجوة بينهما من حيث الاستعمال، مستعرضا، في السياق، بعض التجارب، بالعمل عن طريق الطريقة الورقية في الجامعات والتي تتطلب الكثير من الوقت، وتمر بعدة مراحل، وفي الأخير حينما يتحصل على هذه المعطيات مثل التقارير العلمية، يمكن له أن يعيد الكرّة لتصل في بعض الأحيان إلى شهرين، والمرور عبر نفس المراحل، حينما يجد أن العنوان لا ينطبق مع المحتوى الذي يريده، عكس العمل بالطريقة الرقمية التي تسمح للفرد مهما كان، بالوصول إلى الكثير من المعطيات في وقت قصير جدا، ملحّا في الوقت ذاته، على ضرورة التكيف مع عالم الرقمنة لإسهامها في حفظ الذاكرة التاريخية للأجيال القادمة، ومقدّما على سبيل المثال، المادة الموجودة في الفضاءات الرقمية التي تخص تاريخ الجزائر.

وتساءل المتحدث إن كانت حقيقة وصحيحة، أم هي معلومات تعمل لخرق وضرب الذاكرة الوطنية، وكذا الشخصيات المقاومة الجزائرية، وهذا ما يوجب علينا ضرورة خلق الندية الرقمية على حد تعبيره، بصناعة محتويات رقمية ترد على كل من يسعى لتشويه الذاكرة الوطنية، كما إستعرض في هذه المداخلة، مختلف المجهودات التي يقوم بها ذوو الاختصاص للحفاظ على تاريخ وذاكرة الجزائر بواسطة الرقمنة، على غرار إنشاء موقع يتضمن تاريخ الجزائر وكل وقائعه، بدءا من المقاومات الشعبية إلى ثورة التحرير الوطني، وتطبيقات في الهاتف تمكّن المتصفح من الاطلاع على ذاكرة وتاريخ الجزائر.

أما السيد مهدي بوباكور، فاستعرض خلال مداخلته في هذا المجال، تجربته في مرحلة انقطعت خلالها الكثير من اللقاءات والتواصل المباشر بين الأفراد، وهي جائحة كورونا، واستعمالها في التواصل عن بعد في الكثير من المجالات.

Pin It on Pinterest

Shares
Share This