في هذا اللقاء مع مجلة “سيلا 26” يتحدّث الدكتور محمد شوقي الزين من جامعة تلمسان، عن عدد من القضايا الفلسفية التي ترتبط بمسألة “اليومي” وأيضا عن  أدوات الفيمينولوجيا لفهم الظواهر ودراستها، ناهيك عن آخر إصداراته المتعلقة بنقد العقل الثقافي.

  • في الندوة الفلسفية التي قدّمتموها على هامش صالون الجزائر الدولي للكتاب، قلتم إنّ “اليومي” هو “سؤال الأسئلة”، كيف ذلك؟

إنّ مسألة “اليومي” كمفهوم عام يرتبط بجزئيات كالأخلاق، السياسة، الاقتصاد، الحرب والجيو-استراتيجية، وبحكم أنّه يرتبط بهذه الأسئلة المتعدّدة فبالتالي هو سؤال الأسئلة مثلما عندما نعمل على مقاربة السؤال اليومي فإنّنا نقارب سؤال الأسئلة قبل الأسئلة الأخرى الجزئية التي تتعلّق بهذه الحقول.

  • لكن كيف يمكننا أن نتعامل مع هذا “اليومي” بكلّ جزئياته؟

هناك صعوبة في التعامل مع هذا “اليومي”، إذا درسناه كمفهوم مجرّد، وهذه هي الصعوبة التي يجدها المتفلسفة في هذا المجال، لكن إذا أردنا أن ندرس “اليومي” فإنّنا نجزئه إلى مجالاته المتعدّدة، وهناك أيضا مشكلة إذا جزأناه فإنّه سيضيع منا، وعندما قلته إنّ القدماء لم يتطرّقوا أو يعرّفوا “اليومي” كما ندرسه اليوم، فلأنّهم درسوا جزئيته فقط، ونحن نحاول أن نجمع هذا الشتات ونكوّن نظرية حول “اليومي”، وهنا تكمن الصعوبة.

هناك دراسات خاصة في العالم الأنجلوساكسوني، حول المشكلة الفلسفية لليومي، أو علم الاجتماع اليومي، لكن يجدون صعوبة لأنّهم يتعاملون مع مصطلح عام، ضبابي وفضفاض، ويجدون صعوبة في مقاربته كما هو، إذن فهم مجبرون على تجزئته إلى أسئلة ثانوية، وكلّ سؤال يتعلّق بمجال محدّد كالاقتصاد، التقنية، الذكاء الاصطناعي، المؤسّسات و الماركتينغ وغيرها من المجالات، وكلّ هذا يدلّ على الواقع، لكن الواقع يختفي عندما تتناول الجزئيات والرهان الواقع أنّ الفلسفة تدرس الواقع كمنظومة شاملة.

  • تحدّثتم عن التعوّد على أدوات الفيمينولوجيا لإدراك طبيعة هذا “اليومي” وفهمه، هل يمكن ذلك؟

الفيمينولوجيا هي علم الظواهر تدرس أيّ ظاهرة كالعنف، المخدرات والأخلاق، ونقوم باستنطاقها ونتركها تكشف لنا عن ذاتها، ماذا توحي لنا هذه الظاهرة، ما تريد قوله، وعلينا أن ننصت جيدا للظاهرة.

الفيمينولوجيا تقدّم لنا هذه الأدوات في حسن الملاحظة، وحسن الإصغاء، ونقوم بوصفها، أي تسجيل كلّ ما نلاحظه من هذه الظاهرة، ونضع جدولا لمجموعة من خصائص الظاهرة، ثم ندرسها دون الحكم عليها، لأنّ خاصية الفيمينولوجيا نقوم بتعليق الحكم لأنّ الحكم شيء يضاف على الظاهرة ويشوّش على عملية فهم الظاهرة التي تريد أن تكشف لنا عن ذاتها وندرسها كما هي دون زوائد.

  • أشرتم إلى مؤسّسة ناشئة في مجال الفلسفة بجامعة تلمسان، هل من تفاصيل؟

هي مؤسسة ناشئة لثلاثة طلبة بجامعة تلمسان، أشرفت عليهم، وهي متخصّصة في الترجمة الفلسفية، وملفها ينتظر الموافقة على مستوى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ومنه الحصول على الدعم، وأتمنى أن تحصل عليه، لأنّها ستمكّنهم من تحقيق مشروعهم، ويتمثّل دورها في خدمات الترجمة، فمثلا طالب أو باحث ليس لديه الوقت أو غير متمكّن من اللغات الأجنبية يقصد هذه المؤسسة وتقدّم له خدمة الترجمة المتخصّصة لمقال يحتاجه ويدخل ضمن تخصّصه.

وبين الخدمات الكلاسيكية تحليل النصّ الفلسفي والمقالة الفلسفية لتلاميذ البكالوريا وحتى انجاز أشرطة مرسومة بموضوعات وأسئلة فلسفية، يراعون فيها المستويات العمرية والتعلّمية في الابتدائي، المتوسط وفي الثانوي وحتى الجامعي.

  • آخر أعمالكم تتمحور حول “نقد العقل الثقافي”، هل من تفاصيل؟

المؤلف من المفروض أن يكون في أربعة أجزاء، صدر منه جزءان، ويتناول مجموعة من القضايا، وأربعة أجزاء بعدد مكوّنات الثقافة الأربعة. وهي التكوين الذاتي والنفسي والعقلي للإنسان، كيف نرى الأشياء المحيطة بنا، فلسفة العقل البشري فيما يتعلق بالفلسفة، الاقتصاد والأخلاق وغير ذلك. والشق والرابع هو المثاقفة أو علاقتنا بالغير، إما على مستوى الشراكة والتفاعل أو مسألة الصراع الحضاري.

Pin It on Pinterest

Shares
Share This