تمحورت الندوة الختامية التي احتضنها فضاء غزة، يوم الأربعاء، حول الرواية العربية والمأساة الفلسطينية، حيث تطرق خلالها المتدخلان إلى الكثير من النقاط.
استهل الروائي المعروف أمين الزاوي، حديثه عن فلسطين، بأنه الشعب الذي يقصف يوميا، وتحت وابل من الرصاص، يعيش يوميا الجريمة بكل أنواعها، معلقا على تعلق أطفال الجزائر بهذه القضية بأنّه دليل على أن المقاومة تتجدد، في حين أن الحروب لا تنهي المشاكل بل تعقدها، أما عن كيفية تواجد فلسطين في روايته، فقد كان من خلال روايتين واحدة باللغة العربية ” السماء الثامنة “، وفيها تحدث بإسهاب عن أول لقائه مع طالب فلسطيني وكيف كان اهتمامه به، وعن الخلفية التي كان يحملها عن الفرد الفلسطيني على أنه ملاك وروحاني، لكن هذه النظرة تغيرت بعد هذا اللقاء، وأدرك أن الفرد الفلسطيني هو بشر مثلنا يحب ويمرح، يعيش الحياة الطبيعية وبشر يستحق العيش في هذه الحياة كريما كسائر الأشخاص لا هو ملاك ولا شيء آخر.
أما في روايته باللغة الفرنسية ” جوع أبيض”، فقص حكاية دشرة صغيرة في تلمسان، حين قدم إليهم معلم من فلسطين واستقبل استقبالا كبيرا، وكيف عاش بين أهلها، وأصبح الشخص المركزي في الدشرة، لكنه كان مسيحيا من القدس، وهي الحقيقة التي لا يعرفه الكثير من الجزائريين، طلب منه أن يصلي بهم، فرضخ للأمر واشتغل إماما يصلي بهم ويصوم، حتى غادر، ولم يظهر الصليب يوما على عنقه، وهي الحكاية التي تعلم منها أن فلسطين بلد التعدد وبلد الديانات السماوية الثلاثة، على حد تعبيره
أما الشطر الثاني من المداخلة فخصه ل” نورالدين عبة”، هو أكبر كاتب مغاربي انشغل بالقضية الفلسطينية، استعرض الروائي أمين الزاوي، جزءا من حياته، فقد انخرط في الحرب ضد النازية، وفي نهاية الحرب عاد إلى العمل الصحفي ومنه بدأ علاقته مع القضية الفلسطينية، وأول عمل له، هو حضوره محاكمة النازية في ألمانيا، حينها تكوّن له وعي قوي جدا للدفاع عن الإنسان ويستعمل هذه الثقافة.
ولاحقا، أسس أول جمعية تعنى بالقضية فلسطين وهي “حضور فلسطين” في باريس، كما تحدث عن الرسالة التي وجهها إلى بعض من المثقفين على غرار محمد ديب و كاتب ياسين، يقول فيها إن القضية الفلسطينية مركزية، معتبرا أنّ القلم مثل السلاح ويجب وضع هذا القلم في خدمة القضية الفلسطينية.
أما الروائي فيصل الأحمر فقد استعرض الكثير من البيانات في كلمة الحق لتجديد العلاقات والمفاهيم التي نتناولها، كما دعا إلى عدم التعامل مع الظلم والموت بإبتسامة كأنه أمر عادي، بعرض الكثير من أراء روائيين معروفين، متطرّقا في مداخلته إلى سردية القضية الفلسطينية، وتحولات القضية في غضون سبعين سنة من التواجد، من قضية وثيقة صغيرة إلى قضية أحدثت الكثير من الرجات والضربات الارتدادية،و دعا إلى ضرورة تحديد المصطلح وهو الصهيون وليس اليهود.