احتضنت قاعة الطاسيلي ضمن البرنامج الثقافي المرافق لفعاليات الطبعة 26 لصالون الكتاب ، ندوة حول ” أدب المهجر”، طرحت مجموعة من التجارب الأدبية الجزائرية خارج الحدود نشطها كل من سعيد خطيبي، أمال بوشارب، ياسمين جبلون وليندة نوال تيباني.
تناولت الندوة تجارب هذه الأسماء التي تعيش خارج الجزائر وكيف تمثلت جملة من الموضوعات المتعلقة بالذاكرة، التراث التاريخ و غيرها .
قالت ياسمين جبلون أنها عملت من خلال روايتها إلى الاستثمار في الذاكرة والتراث الجزائري وهذا ضمن مشهد ثقافي إبداعي فرنسي متشعب يفرض على الكاتب القادم من الضفة الأخرى اكراهات حتى وإن لم تظهر جلية واختارت ياسمين أن تستثمر في الفتيان وأدب الشباب من خلال رواية تعمل على مقاربة الحكايات التراثية
وفي ذات الاتجاه ركزت نوال تيباني على استعادة التراث الشعبي وخاصة الموسيقى منه على غرار أغاني المألوف والشعبي واعتبرت المتحدثة أنها كأستاذة جامعية قدمت أطروحة دكتوراه حول الرواية الجزائرية الجديدة تفضل نشر روايتها بالجزائر حتى وإن كانت تكتبها من خارج الجزائر لان هذا يساهم في توسيع المشهد الروائي والأدبي في الجزائر وفي السياق ذاته أكدت المتدخلة أن الرواية في اعتقادها تساهم في تثمين وإعادة تراث الجزائر إلى الواجهة لأن الخصوصية الثقافية للجزائر تمنح الثراء لهذا المشهد.
بالنسبة لسعيد خطيبي فإن الأدب الجزائري لم يولد في الجزائر بل في المهجر شأنه شأن الحركة الوطنية مؤكدا أن الرواية الجزائرية تماهت مع الخطاب الكولونيالي لم تخرج من نطاق التمجيد مما جعلها حسب خطيبي أقرب إلى المنشور السياسي منها إلى الرواية وأشار سعيد أن الابتعاد عن الجغرافيا يمنح الكاتب نظرة أخرى مغايرة للأشياء.
وطرح سعيد خطيبي في مداخلته علاقة التاريخ بالكتابة الروائية حيث اعتبر أن ما كتب من أدب لم يكن في مستوى ما عاشته الجزائر من محن وأهوال على غرار العشرية السوداء التي يراها المتحدث انه لم تتم مقاربتها بالشكل الكافي ،حيث كان حسبه كل ما يقارب هذه الحقبة أدبيا تطلق عليه تهمة الأدب الاستعجالي ومن أطلق تلك التهم لم يكن لهم موقف مع شعبهم مؤكدا في السياق أنه لا يوجد شعب عظيم ولا دولة بدون تاريخ ومن لا كتاب له لا ذاكرة له.
من جهتها قالت أمال بوشارب أن الأدب العربي ومنه الجزائري ليست له المكانة التي يستحقها اليوم في الغرب معتبرة أن الأدب هو إنساني ومن واجب الكتاب في المهجر إظهار الوجه الجميل للأدب.
كما طرحت بوشارب في مداخلتها مسألة الترجمة والنشر معتبرة أنها اختارت عن وعي أن تقدم نفسها للقارئ الجزائري عبر دور نشر جزائرية كما اختارت أن لا تترجم أعمالها نفسها لأن الكاتب لا يترجم نفسه بشكل جيد، وعادة ما يلجأ إلى إعادة كتابة العمل عوض ترجمته.