سلط الفيلم الوثائقي “فرانز فانون: بين الأمس واليوم” للمخرج حسان مزين، الذي عرض اليوم الخميس 2 نوفمبر 2023، بفضاء إفريقيا لحساب الصالون الدولي للكتاب الـ26، الضوء على حياة وعمل فرانتز فانون، الشخصية البارزة في النضال ضد المحتل الفرنسي، ففانون طبيب نفسي بارع وملتزم، لعب دورًا حاسمًا في النضال من أجل استقلال الجزائر، على الرغم من وفاته قبل تحقيق هذا الهدف بوقت قصير.
يسعى الفيلم (إنتاج 2018) إلى استكشاف إرث فانون وتأثيره، ليس فقط في عصره، ولكن أيضًا عبر الزمان والمكان، ويعطي المخرج الفرصة لأولئك الذين عرفوا فانون شخصيًا، سواء كانوا أصدقاء أو أقارب أو نشطاء في النضال المضاد للاستعمار، بأن يعبروا عن آرائهم، إذ توضح شهاداتهم حول هذه الشخصية من خلال الكتابات وفهم التأثير المستدام لفكره.
وقدم الصالون الدولي للكتاب الـ26، ندوة حول فرانز فانون، بعرض هذا الفيلم وإثارة نقاش حول هذه الشخصية، بحضور المخرج حسان مزين والكاتب الروائي ماكنزي أورسيل من هايتي، لإثارة النقاش حول هذه الشخصية.
بعد نهاية الفيلم، أكد المخرج حسان مزين أن جمع المقابلات لإعطاء معنى للمشروع لم يكن كافيا، وأدرك أن التوصل إلى السيرة الذاتية التقليدية قد تقيد فانون بالماضي، بينما كانت فائدته الحقيقية في الفيلم هي إعادته إلى الحاضر، لذلك قرر ربط فانون بورثته المعاصرين المتفرقين في جميع أنحاء العالم.
وقال المخرج إنه تم اختيار التمويل الذاتي لإنتاج الفيلم، من خلال إطلاق حملة جمع تبرعات عبر الإنترنت جمعت ميزانية قدرها 15،000 يورو، وبفضل هذا النوع من التمويل، تم إنتاج الفيلم وحقق نجاحًا معتبرًا، وتم اختياره في العديد من المهرجانات وعُرض في جامعات وطنية ودولية، بما في ذلك الولايات المتحدة.
وشارك الكاتب الهايتي ماكنزي أورسيل، الذي كان من بين المرشحين النهائيين لجائزة غونكور 2022، إعجابه بفرانز فانون، مشيرًا إلى أهمية هذا الفيلسوف في حياته. وأشار أيضًا إلى تأثير أفكار أخرى مثل أنتينور فيرمين وهانيبال برايس على رؤيته للعالم.
وإذ يشيد أورسيل بقدرة فانون على إثارة تساؤله عن العلاقات بين السود والبيض، وبين الأوروبيين وغير الأوروبيين، إذ يكشف عن آليات العنصرية الهيكلية، ووفقًا لأورسيل، تظل كلماته ذات صلة اليوم في مكافحة الاستعمار والسعي إلى الاستقلال.
وأكد المتحدث على أهمية وملاءمة أعمال وأفكار فرانز فانون، التي لا تزال تلهم وتثير التفكير لدى الفنانين والمثقفين المعاصرين.