أفاد مدير دار خيال للنّشر والتّرجمة، رفيق طايبي، أنّه بدأ النّشاط في مجال الطّباعة والنّشر، في نوفمبر 2018، وأنّ مشاركته في الطّبعة السّادسة والعشرين من صالون الجزائر الدّوليّ للكتاب، كانت قيّمة، منوّها بالأسماء الوازنة التي نشر لها، ونفاذ الكثير الكتب المعروضة قبل انتهاء السّيلا، متطرّقا في السّياق، إلى المقروئيّة في الجزائر وإشكاليّة التّأخر من حيث طرق الدّفع.
- حدّثنا عن مشاركة “دار خيال ” في الطّبعة السّادسة والعشرين للسّيلا
هي فرصة ثمينة لتقديم نخبة من الأعمال والكتب التي تمّ الاشتغال عليها لأشهر طويلة، تحضيرا لهذا الحدث الدّوليّ والوطنيّ الهامّ جدّا، أعمال مختلفة في الفلسفة، الآداب والفنون، تمّ اقتراحها على زوّار صالون الجزائر الدّوليّ للكتاب، وقد أقبل القرّاء بمختلف مشاربهم الثّقافيّة والرّوحيّة والفنّيّة، على هذه الأعمال، إلى حدّ شهدنا فيه نفاذ مجموعة من العناوين. حقيقة، أنا جدّ متفائل للمشاركة في هذه الطّبعة التي قاربت على الانتهاء، وعرفت إقبالا كبيرا.
ولدينا بعض الأسماء الأجنبيّة، لكن، غالبا ما تشتغل دار خيال مع كتّاب جزائريّين، أمثال واسيني الأعرج الذي نفذت مئات النّسخ من روايته الموسومة بـ: ” حيزيّة”، وسبق أن أثارت جدلا نقديّا عبر وساط التّواصل الاجتماعيّ، و كتاب ” العقل الحافل” للدّكتور أمين الزّاوي، وهو مؤلّف فكريّ الذي أثار أيضا تساؤلات حادّة، إضافة إلى رواية لعبد الله كرّوم، عنوانها “غرنوة” التي تتناول التّفجيرات النّوويّة في الصّحراء الجزائريّة، وهو موضوع نادر من حيث الكتابة الأدبيّة أو الرّوائيّة. زيادة على العديد من العناوين النّقديّة والأكاديميّة، والأهمّ أنّنا اشتغلنا مع المبدعين الشّبان الذين يخوضون تجربة الأولى في الكتابة، وسيكون لهم شأن في الخريطة الأدبيّة والثّقافيّة الجزائريّة والعربيّة.
وأشير إلى أنّنا طمحنا إلى تشكيل علاقات مع دور نشر أجنبيّة حاضرة في الصّالون، من أجل تسويق الكتاب خارج الجزائر لاحقا، وبحث سبل تقارب فكريّة ومهنيّة، ومعرفة الوضع العربيّ تّجاه الكتاب، وماذا يمكن أن يسهم في جعل العالم العربيّ أفضل.
- كيف تقيّم مستوى المقروئيّة في الجزائر؟
المقروئيّة في الجزائر تحتاج إلى مجهودات أكبر، وإلى إرادة سياسيّة من طرف السّلطات الوصيّة، وتكاتف جهود النّخب الفاعلة في الحقل الثّقافيّ، فعلى المستوى الرّسميّ، لابدّ من مراجعة وضع المطالعة والكتاب في المناهج المدرسيّة والبرامج البيداغوجيّة، وعلى المستوى الشّعبيّ، لابدّ من توظيف قنوات الإعلام الثّقافيّ والإعلام بمختلف أشكاله للتّرويج للقراءة باعتبارها فعلا حيويّا وحضاريّا. لا يمكن القول إنّه لدينا مقروئيّة حقيقيّة جادّة وعميقة، ولا نستطيع أن ننفي وجودها، ولابدّ من بحث عميق بخصوصها من طرف المختصّين، والسّعي لتحسينها.
- ما هي أهمّ الصعوبات التي يواجهها النّاشرون في الجزائر؟
لم نستفد من أيّ دعم مادّيّ رسميّ منذ ستّ سنوات من بداية نشاطنا، ولو بدينار واحد، ولا نعتبره أولويّة في خارطتنا المهنيّة، فنحن نشتغل في كلّ الظّروف، وأحيانا، تحت الضّغط، كما نواجه صعوبات في طباعة ونشر أعمال مهمّة وقيّمة، لكنّ تمويلها يتجاوز قدرتنا الماليّة، ولكنّنا نطمح أن نحظى بدعم يمكّننا من مساعدة المؤلّفين باختلاف توجّهاتهم. وبالمقابل، عدم وجود هذا الدّعم لا يؤخّرنا ولا يجعلنا نتراجع عن أداء مهمّتنا التي نعتبرها فكريّة وحضاريّة قبل أن تكون تجاريّة.
- كيف تتكيّف دور النّشر مع التّوجّهات الجديدة نحو الكتب الرّقميّة؟
التّعاطي مع الكتاب الرّقميّ يطرح إشكاليّة التّخلّف في طرائق الدّفع، فلا نملك سوقا إلكترونيّا يمكّننا من شراء مختلف الحاجيات من موادّ غذائيّة أو تجميليّة، وصولا إلى الكتاب. وإنّ الحقوق لا تضيع لو اتّبعنا النّمط الغربيّ في هذا الشّأن، وهم سبّاقون في مجالات الأنظمة الإلكترونيّة الخاصّة بالدّفع، ولديهم كتب إلكترونيّة تباع أقلّ ثمنا من الكتاب الورقيّ الذي لا يعوّض من طرف الكتاب الرّقميّ، بدليل أنّنا نشهد طباعة مئات الآلاف من النّسخ في دول متطوّرة جدّا، وشهدت التّقدّم قبلنا بعقود، في الوقت ذاته، ويمكن للقارئ الاختيار بينهما. ولازالت طوابير شراء الكتب الورقيّة موجودة عند الغرب، أي أنّ العلاقة بين الكتابين لا يمكن وصفها بالتّنافسيّة، لكنّها تكامليّة، حين يغيب أحدهما، يعوّضه الآخر.