استقطب صالون الجزائر الدولي للكتاب في طبعته ال 26، أعدادا هائلة من القراء، حيث كرس هذا الإقبال مكانة الصالون كأكبر تظاهرة ثقافية في البلاد ينتظرها القراء بشغف رغم الصعوبات التي يعرفها تسويق الكتاب في الأيام العادية بسبب نقص المكتبات.
أجمع الناشرون المشاركون في الصالون أنه و برغم الصعوبات المعيشية و تراجع القدرة الشرائية للمواطنين، إلا أنّ القارئ الجزائري لم يخلف عاداته وموعده مع الصالون، وكان الإقبال معتبرا خاصة خلال الأيام الأخيرة التي تزامنت والعطلة المدرسية، حيث تنوعت اهتمامات القراء بين الأدب والفكر والتاريخ، مع بروز الأسماء المعروفة التي اعتاد عليها القارئ الجزائري سنويا في الصالون.
استقطبت كتب التاريخ القارئ الجزائري خاصة تاريخ الثورة والحركة الوطنية وأشارت ممثلة دار الشهاب أن كتب تاريخ الجزائر كانت على رأس قائمة الكتب التي سجلت اكبر عدد من المبيعات على غرار مذكرات لخضر بن طوبال ومذكرات زهرة ظريف بيطاط، إضافة إلى كلاسيكيات الأدب الجزائري خاصة المترجمة، زيادة على شبه المدرسي.
بجناح دار الحكمة، كان كتاب لخضر بورقعة ” شاهد على اغتيال الثورة” من بين العناوين التي استقطبت القراء وجلبت الاهتمام.
سجل الكتاب الأكاديمي حضوره بصالون الجزائر من خلال ارتفاع الطلب عليه، خاصة في ظل استحداث فروع تكنولوجيا وتخصصات جديدة بالجامعة في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات المتقدمة، حيث أوضح ممثل المطبوعات الجامعية أن كتب الطب، هذه السنة، كانت على رأس الكتب المطلوبة، فيما تنتظر الدار اقتراحات الباحثين بمجال الكتب المتخصصة في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات المتقدمة بوصفها تخصصات جديدة هي بحاجة إلى مادة بحثية محكمة.
سجل أيضا اغلب الناشرين حضورا وإقبالا كبيرا على الرواية، حيث أوضح ممثل جناح منشورات العزة والكرامة أنّ روايات أحلام مستغانمي كانت على رأس الكتب التي حافظت على جماهيريتها والطلب عليها، إضافة إلى رواية سعيد خطيبي الأخيرة،وهي الملاحظة نفسها التي أبداها ممثل منشورات الخيال التي سجلت نفاذ طبعات رواية واسيني الأعرج” حيزية” وكتاب أمين الزاوي” العقل الحافي”. وأوضح ممثل منشورات خيال أن الدار صارت تعتمد أيضا التسويق الالكتروني والترويج عن طريق الوسائط التكنولوجية مما سهل وصول الكتاب إلى القراء والمساعدة في نشر ثقافة المقروئية.
وفي السياق ذاته، سجل صالون الكتاب، هذه السنة، إقبالا متزايدا على الكتب المترجمة وخاصة الروايات المكتوبة بالإنجليزية، وهذا ما يعتبر اتجاها جديدا للقراء الشبان بالصالون، والذي يقبلون على كلاسيكيات الأدب العالمي،حسب ممثل جناح المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية الذي أكد أن جناحهم استقطب قراءا من مختلف الشرائح والتخصصات.