كيف نكتب للطفل والناشئة في ظل الكثير من الظروف؟ كيف نكتب للطفل ونحافظ على براءته؟ كيف يمكن المحافظة على توازن الطفل في كل ما نكتب؟ هي مجموعة الأسئلة التي عالجها المتدخلون خلال الندوة، أمسية يوم الجمعة، والتي احتضنها فضاء الطاسيلي بعنوان” كيف نكتب للطفل والناشئة؟

لخص رابح خدوسي مداخلته، في الكثير من النقاط، معتبرا أن هذه الندوة مم أهم ما تضمنه البرنامج الثقافي لمعرض” السيلا” في هذه الطبعة، لأن تناول موضوع الطفولة، يعني الحديث عن مستقل الوطن، مشيرا إلى أنه آن الأوان لكي نبني الإنسان، منزلها بأطفال فلسطين الذين يكتبون قصائدهم بدمائهم. أما عن الكتابة للطفل فيراها مهمة نبيلة ومقدسة، لأنها تعني البراءة وهي حساسة ودقيقة وخطيرة، وأي خلل يؤثر عليهم.

كما تتطلب من الكاتب إلماما كبيرا بالمعارف الخاصة بعالم الطفولة، أما خطورتها، فتكمن في أنّ كل ما يكتب ممكن أن يكون له تأثيرات سلبية على الطفل. وتتجلى أهمية الكتابة للطفل في كونها معقدة جدا وليست في متناول أيّ كان في حضرة التطور الذهني الكبير، مشبها الكاتب للطفل بطبيب الأطفال المختص، ومؤكدا أن الكتابة للطفل مقسمة حسب الفئة العمرية، فما يحتاجه في سن السادسة، لا يحتاجه في سن الرشد. أما عن العناصر الأساسية في الكتابة للطفل فقسمها إلى المبنى، وهي كلمات بسيطة قصيرة، وإلى المعنى، وهو عبارة عن وضوح الفكرة والسرد القصصي المباشر، مشيرا إلى أن الكتابة لطفل الأمس، تختلف عن طفل اليوم، وهو أمر يجب مراعاته في الكتابة للطفل. أما العنصر الثالث فهو، المغزى (لهدف)، لأنّ أي عمل يهدف إلى تحقيق غرض معين، منها الأهداف التنموية للمهارات العقلية، تنمية الحس الجمالي، التفكير النقدي وغرس ملكات الخيال. كما عرض الكثير من خطوات الكتابة للطفل.

أما الإعلامية والكاتبة كنزة مباركي، فلم تفوت فرصة الحديث عن أطفال فلسطين، وما يحصل معهم والتهديدات اليومية، داعية إلى ضرورة النداء في كل ندوة إلى ضرورة فك الحصار عليهم. أما في حديثها عن أدب الطفل فاعتبرته مسؤولية أمرا رائعا جدا، وأن الكتابة للطفل فيها متعة كبيرة جدا مقارنة بالكتابة للكبار، وتتضمن عنصرين مهمين هما: ماذا يحب الطفل وماذا يحتاجه، و كلاهما يجب أن يجتمعا في كل مضمون يخص الطفل، أما عن تجربة الكتابة للطفل، فقد تعلمت منها الكثير، حينما اقتربت من عوالم الطفل على حد تعبيرها، وأنه لا يمكن الكتابة للطفل دون معرفة نفسيته، لأننا مسؤولون على ما نقدم له، أما عن معايير كتاباتها في مسرح الطفل، فهي تكتب نصوصا في سياق الفرجة والتثقيف والترفيه وتركز على الكم المعرفي والثقافي المتنوع سوءا الجزائري أو العربي أو العالمي، معتبرة أنّ الاقتراب من الطفل يمكّن من اكتشاف أن الطفل ليس ذلك الكائن السطحي، بل يفضل الجمالية الراقية جدا، ودقيق جدا في الذهاب إلى ما يحبه. معتبرة أن تحديد الفئة العمرية لها دور كبير في الكتابة للطفل، فلكل منها خصوصيات، كما ترى أن الكتابة للطفل، توجب علينا الكتابة لطفل المستقبل لأن أطفال اليوم يحتاجون إلى مفردات وأفكار جديدة.

كما استعرضت الكاتبة آسيا عبد اللاوي، تجربتها الغنائية خلال مداخلتها، قائلة إنها وجدت عالما ساحرا يعلمنا وننمو معهم، وإنّ الهدف من الكتابة للطفل هو التواصل مع مع هذه الفئة الجميلة، لأنه يجد فجوة خلال تواصله مع الكبار، وهو مجال للتنفيس عنه والتعبير عما يريده، وخاصة سد الفجوة التي تحول بينه وبين الكبار. أما عن شروط الكتابة للطفل، فترى أنه يجب أن تفهم الطفل وهذا عن طريق التقرب كنه يوميا. كما لا يجب تصنيف أدب الطفل على أنه من الدرجة الثانية، وضرورة كتابة محتوى للقراءة السهلة الممتعة، إضافة إلى أنّه لا يجب، أن نقدم للطفل شيئا سطحيا، بل يجب التكثيف والتعقيد والبساطة. وفي ختام مداخلتها، قدمت قراءات من أشعارها وأغانيها، وأشعار بعض أدباء الكتابة للطفل، موضحة أنّ الشعر الموجّه الطفل يختلف كثيرا عن الكتابة للكبار

Pin It on Pinterest

Shares
Share This