تناول عدد من المترجمين الجزائريين، اليوم الجمعة 3 نوفمبر 2023، بفضاء الطاسيلي، بقصر المعارض الصنوبر البحري في الجزائر العاصمة، لحساب الصالون الدولي للكتاب الـ26، الصعوبات التي تواجههم في الترجمة الأدبية، والتحديات التي تواجههم في نقلها من لغة إلى لغة أخرى.

كان اللقاء الذي أثثه ثلاثة تجارب جزائرية في الترجمة، تحت إدارة بلقاسم عيساني وهو أستاذ من جامعة البليدة، فرصة لتسليط الضوء على ما يشغل المترجمون، والصعوبات التي تواجه عملهم مع نصوص أدبية على غرار الرواية والشعر.

وقال الأستاذ في جامعة الجزائر2 عبد الرزاق عبيد إن الترجمة في الواقع هي تفتح على الواقع وعلى الثقافات والتفتح على طرق أخرى للتفكير والعيش، وأن الترجمة لا تنقل كلمة إلى كلمة أخرى، بل يجب أن ننظر إلى أبعاد أخرى لهذه الكلمة، والكلمة في الواقع ليس لها معنى واحد، بل تتكون من عدد من الصفات الدلالية وهي بعض الخطوط الصغيرة التي تشكل هذه الكلمة، وأضاف أنه في الترجمة يجب النظر إلى أبعاد المراد ترجمته في لغته الأصلية ثم إلى الأبعاد الموجودة في اللغة المنقول إليها.

وأكد المتحدث أن صعوبة الترجمة تتمثل في الثقافة التي ننقل منها، مشددا على ضرورة أن يعرف المترجم من هو الكاتب، ويلم بحياته، والفترة الزمنية التي رافقت كتاباته، وقال إنه من الخطأ أن نترجم مؤلفات تعود لفترات سابقة بإسقاطها في كلمات من الزمن الحالي.

وعرج الكاتب والباحث إبراهيم تزغارت على تجربته في الترجمة من وإلى اللغة الأمازيغية، وإذ يعتقد أنه لا بد من يكون المترجمون الجزائريون متصلين بحوار المشرق، مشيرا أنه في وقت سابق ولحد الآن أيضا كان الحوار مع باريس، والغرب عموما، مؤكدا أن الحوار الحقيقي الذي يجب أن يكون هو مع المشرق، لأن التعددية اللغوية التي تزخر بها الجزائر، فإلى جانب الأمازيغية، هناك اللغة العربية، التي هي لغة مشتركة مع شعوب المشرق، وليس مع الغرب، وبالتالي يمكن خلق حالة من التواصل التي تفيد الجميع.

في هذا الصدد، أكد تازاغارت أن اللغة الأمازيغية يجب أن تحتك مع لغات أخرى من أجل التبادل والتواصل، وبذلك تجعلها تستعيد حيويتها.

أما الشاعر والمترجم محمد بوطغان فكانت مداخلته للإجابة عن سؤال وجودي، هو هل يمكن ترجمة الشعر؟ ويجيب بنعم ولكن يطرح بدوره أسئلته، التي تتضمن الشروط الواجب توفرها لنجاح أي ترجمة.

ويتساءل المتحدث إلى أي مدى يمكن تحقيق الشعرية عندما نستضيفها في لغة مضيفة، ونوظفها في ثقافة أخرى، ليست ثقافتها الأصلية، مشيرا إلى أن الصعوبة تكمن في هذا الشأن، وتابع يقول إنه في هذه الحالة، على المترجم أن يكون حذرا إذا أراد أن يكون ملامسا لروح النص الأصلي.

Pin It on Pinterest

Shares
Share This