بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين..
السيد محافظ صالون الجزائر الدولي للكتاب، ضيوف الجزائر، الحضور الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد ..
قبل 10 أيام من اليوم كان لي شرف افتتاح فعاليات الطبعة السادسة والعشرين (26) لصالون الكتاب بالجزائر، وها أنا اليوم بينكم من أجل اختتامه.
عشرة أيام من العروض والندوات، من التبادل الفكري والثقافي، عشرة أيام من التفاعل واللقاءات بين أهل الكتاب وأنصاره وبين الكتاب والقرّاء، في سياق يتدعم فيه الكتاب بارتياد آفاق الرقمنة. وهو ما يعد بإتاحة المعرفة للجميع وبيسر.
لقد نُظمت الطبعةُ السادسةُ والعشرون “لسيلا 2023” على شرف إفريقيا القارة: إفريقيا الجغرافيا.. المشترك التاريخي وتطلعات الشعوب،. إفريقيا بما تشكله من بعد جغرافي وإرث ثقافي وروحي، إفريقيا بنضالها المشترك. وهو ما برز من خلال استعادة ذكرى رحيل الزعيم الإفريقي نيلسون مانديلا، احد اكبر مناضلي قضايا التحرر ضد الاستعمار والتمييز العنصري حيثما وجد في إفريقيا وغير إفريقيا.
ومن هنا جاء تبنّي صالون الجزائر الدولي للكتاب شعار: “إفريقيا تكتب المستقبل؛ مستقبل تحررها واستعادة زمام إرادتها في التنمية والتطور.
ومن منطلق أن هذا المستقبل لا يبلغ مداه في عصر التطورات التكنولوجية إلا بواسطة تجسيد التحوّل نحو الرقمنة، وهو ما شكّل أحد المحاور الأساسية لفعاليات هذه الطبعة من خلال النشاطات التي احتضنتها الفضاءات الرقمية في مختلف أجنحة الصالون.
وقد جاءت مسابقة أول طبعة لهاكاتون سيلا 2023 لاختيار أفضل تطبيق في مجال الكتاب والرقمنة، ترجمة لهذا التوجه.
السيدات والسادة ..
لقد ظلت غزه حاضرة في وجداننا خلال أيام هذه التظاهرة، كما هي دائما في وجدان الشعب الجزائري المناصر للقضايا العادلة، وقد حرصنا على ترجمة هذا الحضور من خلال تكييف البرنامج الثقافي للصالون عبر استحداث فضاء خاص بفلسطين باسم، ألا وهو “فضاء غزه”. وذلك لمواكبة الوضع المأساوي في فلسطين الشقيقة جراء العدوان الصهيوني الغاشم على غزة المقاوِمة، من خلال تنظيم ندوات فكرية وأمسيات أدبية حول أدب المقاومة والقضية الفلسطينية عبر تاريخها.
أيتها السيدات أيها السادة ..
كان صالون الكتاب بمثابة سانحة للالتفات للمشترك الثقافي والروحي والعقدي بين الجزائر وإفريقيا. وهذا من خلال عقد: الندوة الدولية حول المشترك الصوفي الجزائري الإفريقي ..
قوة ناعمة من أجل المستقبل،
اِلتقى فيها مفكرون ومشايخ التصوف للتأكيد على الانتماء الروحي المشترك بين الجزائر والقارة الإفريقية. وذلك تجسيدا لالتزامات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في البند 50 الذي ينص على تجسيد دبلوماسية ثقافية ودينية في خدمة الإشعاع الثقافي للجزائر.
أيتها السيدات أيها السادة ..
من المحطات البارزة في هذه الطبعة، الاحتفاء بالذكرى الخمسين لرحيل المفكر الجزائري الكبير مالك بن نبي صاحب “شروط النهضة” و”مشكلات الحضارة” وغيرهما، حيث ناقش مفكرون ومتخصصون اشكالية مالك بن نبي وقضايا الراهن، مبرزين مكانته الفكرية التي سبقت عصره من خلال طرح مشكلات الحضارة واقتراح بعض الاجابات لها.
ايتها السيدات ايها السادة ..
لا يفوتني في هذه المناسبة المشهودة أن أعبر عن جزيل شكري وتقديري لكل الذين ساهموا بتفانيهم في تنظيم وإنجاح هذه الطبعة من صالون الجزائر الدولي للكتاب، وعلى رأسهم السيد المحافظ محمد إڨرب وطاقمه، أقول لكل هؤلاء : شكرا لكم، كفيتم ووفيتم.
و إلى أن نلتقي في الطبعة 27 بحول الله تعالى ..
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.