يوقّع الرّوائيّ إسماعيل يبرير روايته الجديدة “العاشقان الخجولان، متاهة الكائن الحجريّ المُعاصر”، بصالون الجزائر الدّولي للكتاب، في جناح دار الحبر بالقاعة المركزيّة، مساء السّبت 26 مارس الجاري ابتداء من السّاعة الثّالثة، والتي صدرت عن ثلاث دور نشر عربيّة مهمّة بالتّزامن، وهي: دار الحبر في الجزائر، و دار صفصافة في مصر، ودار الكتاب في تونس.
الرّواية هي موقفٌ أدبيّ ومعرفيّ من الرّاهن، فقد اختار الرّوائيّ أن يسرد لنا حكاية تدور حول اعتراض البطل محفوظ عن الوضع الإنساني الحالي، مساءلة للقيم الإنسانيّة التي تتحوّل أو تغيب، وملاحقة للحبّ عبر العصور.
هي رواية عن الأوهام التي تسود العالم، وعن ترتيب المشاعر والعلاقات المتأخّر ضمن أولويّات الكائن التائه، تتجاوز الواقعيّ باقتراح مداخل متجدّدة لحكايات محفوظ الذي يدّعي غربته عن هذا العصر، وشمّوسة التي تتعثّر في كلّ مرّة بعالم جديد.
ويقدّم ناشرو الرّواية العمل بوصفه “تجربة جديدة للكاتب حيث يقرأ من خلالها “الوضع الإنساني من مكان مجهولٍ متخيّلٍ، تغيب فيه الفضاءات الحقيقيّة مجدّدا في رواية مليئة بالصّور الغرائبيّة اليقينيات الصّادمة، ينتقل الرّوائي بالإنسان الحاليّ إلى عصر آخر، ويدين ما اقترفه، أو يستدعي إنسان العصر الحجري ليتفاخر بسموّ عصره، إنّها رواية موقف إنساني تختلفُ عن تجاربه السّابقة في التوجّه، لكنّها تحافظُ على خيار الجماليات التي راهن عليها في البناء واللّغة والحكاية”، ويضيف التقديم “أنّنا أمام حكاية حبّ غامضة بين محفوظ الرّجل الحجريّ المعاصر وشمّوسة الصّحافيّة صاحبة التصوّر المختلف الرّافض عن الحياة والمستقبل”، كما يكشف أنّ الرّوائي نحت شيئا من قصّة الرّواية من خلال لوحة حجريّةٍ معروفة في الجزائر “العاشقان الخجولان” منقوشة منذ آلاف السنين على صخور جزائريّة في ضواحي مدينة الجلفة جنوبي العاصمة.
الرّواية تدرج في منحى ينتصر للجماليات ويواجه الاملاءات الثّيمية التي تصغي للحظة القرائية العابرة، ومغريات الجوائز وقوقعات الايديولوجيا والسياسة المتغيّرة، وهي محاولة لمواجهة إكراهات الكتابة المستعجلة بكتابة تقدّر القارئ العربيّ.
سبق للكاتب إسماعيل يبرير أن قدّم مجموعة من الأعمال الأدبية خاصّة الرّوائيّة للقارئ العربي، لعلّ أعمّها روايته باردة كأنثى ووصيّة المعتوه المتوّجة بجائزة الطّيب صالح، ومولى الحيرة المتوجة بجائزة محمّد ديب.
مارس إسماعيل يبرير التدريس بالجامعة، حيث قدّم عدّة مواد منها “الأدب المقارن”، “الاتصال العمومي”، “الدّراسات الثّقافية”، “تاريخ السّينما” وغيرها، وقدّم له المسرح الجزائري عملين هما “عطاشى” و”الرّاوي في الحكاية”.