يتحدث المؤلف والناقد التونسي مبروك المناعي في هذا الحوار، عن محتوى كتاب “خريدة القصر وجريدة العصر” عن دار المداد، الذي يحتوي على 22 مجلد للطبعة اللبنانية و23 مجلد بالطبعة الجزائرية، الحاضر في معرض الكتاب الدولي في الجزائر، والذي يعتبره من بين ثلاثة معارض كبرى في الوطن العربي بعد معرض الرياض والقاهرة، ويعتبره حدثا هاما في مجال الأدب والكتاب ليس في الجزائر فحسب بل في الوطن العربي.
أولا، كيف وجدت المعرض الدولي للكتاب في الجزائر بعد غيابه لمدة سنتين بسب الجائحة؟
جميل جدا، ومعرض الجزائر معروف، وسوف أجيبك عن هذا السؤال، لا باعتباري أستاذا ولا ناقدا بل ما ألاحظه، زرته عدة مرات، وما يلفت انتباهي في كل مرة هو التزايد المستمر للزوار له، لذا أرى أنه من أكبر ثلاثة معارض في الوطن العربي، معرض القاهرة الذي هو كبير خاصة بعدد الجمهور والقراء، معرض الرياض الذي هو كبير خاصة بقيمة المقتنيات، أما معرض الجزائر فقد اشتمل على القراء والقيمة المقتناة.
لو تحدثنا عن محتوى كتاب “خريدة القصر وجريدة العصر” ؟
هو عمل كبير ضخم أنجزه نخبة كبيرة من الباحثين، وعمل مشترك بين الجزائر وتونس، من جامعيين متخصصين في الشعر العربي القديم، كان لي شرف قيادة هذا الفريق وتنسيقه، اشتغلنا لمدة تفوق خمس سنوات من أجل إخراجه إلى النور، كانت النتيجة إنجاز تحقيق موحد كامل وشامل وعلمي دقيق، ويحتوي على أكبر قدر من الشعر العربي في كل العصور، يصل عدد الشعراء فيه إلى حوالي 1510 شاعرا، وأكثر من 50 ألف بيت شعري في 11500 صفحة، صدرت الموسوعة في 2018.
كيف ترى هذا العمل كمؤلف وناقد وما هو جديده مقارنة بغيره؟
أنا اعتز به، لأنه يجسد الشراكة والتكامل والبحث العلمي والتحقيق بين الجزائر وتونس، وهو دليل على التآخي والتعاون في المجال العلمي، وتكون فائدته للعالم العربي كله على نطاق واسع، وفيهم حتى من شعراء العجم وفارس. وجديد هذه الموسوعة مقارنه بغيرها أنها تحتوي على شعراء جزائريين وتونسيين ومغاربة لا وجود لهم في مراجع أخرى، كما اعتقد أنه معلم من معالم الثقافة العربية والأدب العربي على وجه الخصوص.
هل ترجمت هذه الموسوعة إلى لغات أخرى؟
في الوقت الحالي لا، من جهة لأنه حديث العهد، بالإضافة إلى هذا، أرى ليس من الضروري ترجمته لأنه أنثربولوجيا للشعر العربي و يهم العرب، أما بالنسبة للمستشرقين فهم يدرسون اللغة العربية، وهذا لا يعني أن العمل لا يحتاج إلى ترجمة لكنه يحتاج إلى جهد كبير.
كيف وجدت الترويج لهذه الموسوعة؟
في الحقيقة المشروع، أشرفت عليه وزارة الثقافة الجزائرية حيث احتضنته ودعمته، لذا فقد اقتنت منه العديد من النسخ، كما اقتنت منه وزارات أخرى للتعليم العالي والبحث العلمي في كلا البلدين، ورواجه خاصة في مراكز البحث ومكتبات الجامعات، اقتنت منه كذلك العراق حوالي 300 نسخة في طبعته الجزائرية، وكذا السعودية والكثير من الأقطار العربية.
كناقد ومؤلف كيف ترى مجال النقد؟
اعتبره مسالة أساسية، وهو التقبل الكامل للإبداع، والتقبل يكون بطريقتين، سواء عن طريق المطالعة من أجل المتعة الظرفية، والنوع الثاني من القراءة يتمثل في النقد، لأنه يعيد تشخصين مسار العمل الفني كيف يتم، ومدي حظ المؤلف من المبادئ الجمالية التي تسير عمله. ولا يجب أن يكون من أجل إرباك المبدع أو التقليل من عزيمته، بل يكون مسايرا له ومساعدا له.