نشّط عدد من الشعراء الجزائريين، وخلال اليوم الخامس من فعاليات الطبعة الخامسة والعشرين للمعرض الدولي للكتاب 2022 المتواصلة إلى غاية الفاتح من شهر أفريل، منصة شعرية صدحت خلالها أصوات المشاركين بالعديد من النصوص الشعرية التي تنوعت فيها المعاني والكلمات. كما ناقشت الأمسية عددا من القضايا الشعرية بما فيها قضية اللّغة ومهمة الشعر ومؤلّفه.
وبمشاركة كل من الشاعر المتألق بوزيد حرز الله، الشاعر آيت سليمان نور الدين، الشاعرة لميس سعيدي، الشاعرة شامة درويش والشاعرة عليمة عبدات، ناقشت منصة الشعر تجربة الكتابة، حيث تحدث كل اسم عن تجربته في كتابة القصيدة وكل من زاويته الخاصة.
ويرى الشاعر بوزيد حرز الله، بأن القصيدة لم يعد لها مكان في العصر الحالي، تتحدث الشاعرة لميس سعيدي عن تجربها الشابة في نظم القصيدة والتي سبقتها تجربة الترجمة التي قالت أنّها كانت بمثابة التمرين للمرور إلى كتابة الشعر، مؤكدة بأنّ اللغة الشعرية لا تؤدي نفس وظيفة اللّغة العادية التي يراد بها نقل المعاني، وتوضّح لميس سعيدي في السياق أن لغة الشعر مهمّتها خلق المعاني وأن القصيدة لا تكتب معنى واحد بل معاني متعدّدة تختلف باختلاف المتلقي.
وفيما يتعلّق بقضية اشتغال بعض الشعراء على صنع النموذج أو القدوة، تقول الشاعرة شامة درويش أنه على الشاعر أن يكتب أفكاره، معتقداته، آماله، خيباته لا أن يصنع النموذج. لأن وظيفه الأساسية هي الكتابة وليس صناعة نماذج للقارئ.وتضيف المتحدّثة”حين أكتب فأنا لا أقصد أن أكون قدوة فالتجارب الخالدة لم يقصد أصحابها أن يبقوا خالدين”.
الشاعران آيت سليمان نور الدين وعليمة عبدات، ناقشا قضية اللّغة ومشكل النشر بالنسبة للمؤلفين الجزائريين الذي يكتبون باللغة الأمازيغية والمشاكل التي تواجههم فيما يتعلّق بالنشر. كما تحدث الشاعران عن التطور الكبير الذي حقّقته القصيدة الأمازيغية التي لا تختلف عن القصيدة المكتوبة باللغة العربية في الاحتفاء بالوطن والفرحة والبهجة.
واستكملت فعاليات الأمسية الشعرية بقراءات متنوعة للمشاركين، صنعت أجواء أدبية وفنية خاصة نقلت جمهور قاعة سيلا في الجناح المركزي، إلى عوالم جمالية بألوان وأصوات مختلفة اختلاف المشاركين.